نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 74
للمعروف منارا فإنّ المعروف يبقى أجره وذخره وذكره، وضعوا معروفكم عند ذوي الأحساب فإنه لصون له، واشكر [1] لما يؤتي إليهم منه، وتعهدوا ذنوب أهل الذنوب فإن استقالوا فأقيلوا، وإن عادوا فانتقموا. (ولما دفن عبد الملك) قال الوليد: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [2]: 156 والله المستعان على مصيبتنا بموت أمير المؤمنين والحمد للَّه على ما أنعم علينا من الخلافة. فكان أوّل من عزّى نفسه وهنأها. ثم قام عبد الله بن همّام السامولي وهو يقول:
الله أعطاك التي لا فوقها ... وقد أراد الملحدون عوقها
عنك ويأبى الله إلّا سوقها ... إليك حتى قلّدوك طوقها
وبايعه ثم بايعه الناس بعده وقيل إنّ الوليد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس لا مقدّم لما أخّره الله ولا مؤخر لما قدّمه الله وقد كان من قضاء الله وسابق علمه، وما كتب على أنبيائه وحملة عرشه الموت وقد صار إلى منازل الأبرار ووليّ هذه الأمّة بالذي يحق للَّه عليه في الشدّة على المذنب واللين لأهل الحق والفضل، وإقامة ما أقام الله من منازل الإسلام وإعلائه من حج البيت وغزو الثغور وشن الغارة على أعداء الله فلم يكن عاجزا ولا مفرّطا. أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة فإنّ الشيطان مع المنفرد. أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الّذي فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه ثم نزل. ولاية قتيبة بن مسلم خراسان وأخباره
قدم قتيبة [2] خراسان أميرا عن الحجّاج سنة ستة وثمانين فعرض الجند وحثّ على الجهاد وسار غازيا وجعل على الحرب بمرو [3] إياس بن عبد الله بن عمرو، وعلى الخراج عثمان بن السعدي وتلقاه دهاقين البلخ والطالقان وساروا معه. ولما عبر النهر تلقّاه ملك الصغانيان بهداياه. وكان ملك أخرون وشومان يسيء جواره فدعاه إلى بلاده وسلّمها إليه. وسار قتيبة إلى أخرون وشومان وهو من طخارستان فصالحه ملكهما على فدية أدّاها إليه. وقبضها ثم انصرف إلى مرو واستخلف على الجند أخاه صالح بن مسلم، ففتح بعد [1] لعلها واشكروا حسب مقتضى السياق لأنه يخاطب أولاده. [2] هذا فحل الدولة الأموية كما ان الحجاج فرعونها، كتبه الشيخ العطار. [3] مرو احدى قواعد إقليم خراسان الأربع وهي مرو وهراة وبلخ ونيسابور كتبه الشيخ العطار أيضا.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 74