نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 652
وأصابه ومن معه في الطريق عطش فهلك الكثير منهم، وذلك في ذي الحجة من سنة سبعين. وأقام صهره علاء الدين يتامش بالموصل. ثم استأذن الخليفة في القدوم إلى بغداد فقدم وأقام بها عاطلا بغير إقطاع، وهو الّذي حمل قايماز على ما كان منه، وولّى الخليفة أستاذ داره سنجر المقتفوي، ثم عزله سنة إحدى وسبعين وولّى مكانه أبا الفضل هبة الله بن علي ابن الصاحب.
فتنة صاحب خوزستان
قد ذكرنا أنّ ملك شاه بن محمود ابن السلطان محمد استقرّ بخوزستان وذكرنا فتنة شملة مع الخلفاء. ثم مات شملة سنة سبعين وملك ابنه مكانه. ثم مات ملك شاه ابن محمود وبقي ابنه بخوزستان فجاء سنة اثنتين وسبعين إلى العراق، وخرج إلى البندنجين، وعاث في الناس وخرج الوزير عضد الدين أبو الفرج في العساكر ووصل عسكر الحلّة وواسط مع طاش تكين أمير الحاج وغز علي، وساروا للقاء العدوّ وكان معه جموع من التركمان فأجفلوا ونهبتهم عساكر بغداد. ثم ردّهم الملك ابن ملك شاه وأوقعوا بالعسكر أياما ثم مضى الملك إلى مكانه وعادت العساكر إلى بغداد. مقتل الوزير
قد ذكرنا أخبار الوزير عضد الدين أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم بن المسلمة، كان أبوه أستاذ دار المقتفي. ولما مات ولي ابنه مكانه. ولما مات المقتفي أقرّه المستنجد ورفع قدره، ثم استوزره المستضيء وكان بينه وبين قايماز ما قدّمناه، وأعاده المستضيء للوزارة فلما كانت سنة ثلاث وسبعين استأذن المستضيء في الحجّ فأذن له وعبر دجلة فسافر في موكب عظيم من أرباب المناصب، واعترضه متظلّم ينادي بظلامته، ثم طعنه فسقط وجاء ابن المعوز صاحب الباب ليكشف خبره فطعن الآخر وحملا إلى بيتهما فماتا. وولي الوزير ظهير الدين أبو منصور بن نصر ويعرف بابن العطّار فاستولى على الدولة وتحكّم فيها.
وفاة المستضيء وخلافة الناصر
ثم توفي المستضيء بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد في ذي القعدة سنة خمس وسبعين لتسع سنين ونصف من خلافته، وقام ظهير الدين العطّار في البيعة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 652