نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 305
الخبر ان مكة قد خلت من بني العبّاس عنها فدخل في عشرة أنفس وطاف وسعى ووقف بعرفة ليلا وأتم الحجّ. وأقام هرثمة بنواحي الكوفة يحاصرها، واستدعى منصور بن المهدي وكاتب رؤساء الكوفة وسار عليّ بن سعيد من المدائن إلى واسط فملكها، ثم توجه إلى البصرة واشتدّ الحصار على أبي السرايا بالكوفة فهرب عنها في ثمانمائة فارس ومعه صاحبه الّذي نصبه وهو محمد بن جعفر بن محمد ودخلها هرثمة منتصف محرم فأقام بها يوما وولّى عليها غسّان صاحب الحرس بخراسان وعاد وقصد أبو السرايا القادسية وسار منها إلى السوس ولقي بخراسان مالا حمل من الأهواز فقسّمه في أصحابه. وكان على الأهواز الحسن بن علي المأموني، فخرج إليه فقاتله فهزمه وافترق أصحابه وجاء إلى منزله برأس عين من جلولاء ومعه صاحبه محمد وغلامه أبو الشوك فظفر بهم حمّاد الكندغوش وجاء بهم إلى الحسن بن سهل في النهروان فقتل أبا السرايا وبعث برأسه إلى المأمون، وبصاحبه محمد معه، ونصب شلوه على جسر بغداد. وسار عليّ بن أبي سعيد إلى البصرة فملكها من يد زيد بن موسى بن جعفر الصادق، وكان يسمّى زيد النار لكثرة ما أحرق من دور العبّاسيين وشيعتهم فاستأمن إليه زيد فأمّنه وأخذه، وبعث الجيوش إلى مكّة والمدينة واليمن لقتال من بها من العلويين، وكان إبراهيم بن موسى بن جعفر بمكة فلما بلغه خبر أبي السرايا ومقتله ولّى وسار إلى اليمن وبها إسحاق بن موسى فهرب إلى مكة، واستولى إبراهيم على اليمن وكان يسمى الجزّار لكثرة قتله وفتكه. ثم بعث رجلا من ولد عقيل بن أبي طالب إلى مكة ليحجّ بالناس وقد جاء لذلك أبو الحسن المعتصم في جماعة من القوّاد فيهم حدوية بن علي بن عيسى بن ماهان، واليا على اليمن من قبل الحسن بن سهل، فخام العقيلي عن لقائهم واعترض قافلة الكسوة فأخذها ونهب أموال التجّار ودخل الحجاج إلى مكة عراة فبعث الخلودي من القوّاد فصبحهم وهزمهم وأسر منهم وتفقد أموال التجّار وكسوة الكعبة وطيبها وضرب الأسراء عشرة أسواط لكل واحد وأطلقهم وحجّ المعتصم بالناس.
بيعة محمد بن جعفر بمكة
هو محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ بن زين العابدين ويلقّب الديباجة، وكان عالما زاهدا ويروى عن أبيه وكان الناس يكتبون عنه. ولما ملك الحسين الأفطس
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 305