نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 294
صاحب قزوين أن يأتيه من ورائه فجهّز العسكر على همذان وسار إلى قزوين في ألف فارس ففرّ عاملها وملكها ثم ملك همذان وسار أعمال الجبل وأقام عبد الرحمن بن جبلة في أمانه. ثم أصاب منه بعض الأيام غرّة فركب وهجم عليه في عسكر فقاتله طاهر أشدّ القتال حتى انهزم أصحابه وقتل ولحق فلّهم بعبد الله وأحمد ابني الحريشيّ في عسكر عظيم بعثهما الأمين مددا لعبد الرحمن فانهزموا جميعا إلى بغداد. وأقبل طاهر نحو البلاد وحده وأخذه إلى حلوان فخندق بها وجمع أصحابه.
بيعة المأمون
وأمر المأمون عندها بأن يخطب له على المنابر ويخاطب بأمير المؤمنين وعقد للفضل بن سهل على المشرق كلّه من جبل همذان إلى البيت طولا ومن بحر فارس إلى بحر الديلم وجرجان عرضا وحمل له عمّاله ثلاثة آلاف ألف درهم. وعقد له لواء ذا شعبتين ولقّبه ذا الرئاستين يعني الحرب والعلم، وحمل اللواء علي بن هشام، وحمل العلم نعيم بن حازم وولّى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج.
ظهور السفياني
هو عليّ بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ويلقّب أبا العميطر لأنه زعم أنها كنية الحردون فلقّبوه بها، وكانت أمّه نفيسة بنت عبد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب وكان يقول أنا ابن شيخي صفّين يعني عليا ومعاوية، وكان من بقايا بني أمية بالشام وكان من أهل العلم والرواية فادّعى لنفسه بالخلافة آخر سنة خمس وتسعين وأعانه الخطّاب بن وجه العلس [1] مولى بني أمية، كان متغلّبا على صيدا فملك دمشق من يد سليمان بن المنصور، وكان أكثر أصحابه من كلب. وكتب إلى محمد بن صالح بن بيهس يدعوه ويتهدّده فأعرض عنه وقصد السفيانيّ القيسية فاستجاشوا بمحمد بن صالح فجاءهم في ثلاثمائة فارس من الصبات [2] ومواليه. وبعث السفيانيّ يزيد بن هشام للقائهم في اثني عشر ألفا فانهزم يزيد وقتل من أصحابه ألفان وأسر ثلاثة آلاف أطلقهم ابن بيهس وحلقهم. ثم جمع جمعا مع ابنه القاسم وخرجوا [1] الخطاب بن وجه الفلس: ابن الأثير ج 6 ص 249. [2] الضباب ومواليه: المرجع السابق.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 294