نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 137
دخل دار عمر ابن محمد بن سعيد بن العاص ولحق منها بالشام سرّا وبعث يزيد بن الوليد خمسين فارسا لتلقّيه. فلما أحسّ بهم هرب واختفى، ووجد بين النساء فأخذوه وجاءوا به إلى يزيد فحبسه مع ابني الوليد، حتى قتلهم مولى ليزيد بن خالد القسري.
ولما دخل منصور بن جمهور الكوفة لأيام خلت من رجب أفاض العطاء وأطلق من كان في السجون من العمّال وأهل الخراج، واستعمل أخاه على الري وخراسان، فسار لذلك فامتنع نصر بن سيّار من تسليم خراسان له. ثم عزل يزيد منصور بن جمهور لشهرين من ولايته، وولّى على العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وقال: سر إلى أهل العراق فإنّ أهله يميلون إلى أبيك. فسار وانقاد له أهل الشام وسلّم إليه منصور العمل، وانصرف إلى الشام وبعث عبد الله العمّال على الجهات واستعمل عمر بن الغضبان بن القبعثرى على الشرطة وخراج السواد والمحاسبات وكتب إلى نصر بن سيّار بعهده على خراسان.
انتقاض أهل اليمامة
ولما قتل الوليد كان عليّ بن المهاجر على اليمامة عاملا ليوسف بن عمر فجمع له المهير بن سليمان بن هلال من بني الدول بن خولة [1] . وسار إليه وهو في قصره بقاع هجر فالتقوا وانهزم عليّ وقتل ناس من أصحابه، وهرب إلى المدينة وملك المهير اليمامة ثم مات. واستخلف عليها عبد الله بن النعمان من بني قيس بن ثعلبة. من الدؤل فبعث المندلب [2] بن إدريس الحنفي على الفلج قرية من قرى بني عامر بن صعصعة فجمع له بني كعب بن ربيعة بن عامر وبني عمير فقتلوا المندلب وأكثر أصحابه. فجمع عبد الله ابن النعمان جموعا من حنيفة وغيرها وغزا الفلج وهزم بني عقيل وبني بشير وبني جعدة وقتل أكثرهم. ثم اجتمعوا ومعهم نمير فلقوا بعض حنيفة بالصحراء فقتلوهم وسلبوا نساءهم، ثم جمع عمر بن الوازع الحنفي الجموع وقال لست بدون عبد الله بن النعمان وهذه فترة من السلطان. وأغار وامتلأت يداه من الغنائم وأقبل ومن معه وأقبلت بنو عامر والتقوا فانهزم بنو حنيفة ومات أكثرهم من العطش. ورجع بنو عامر بالأسرى والنساء ولحق عمر بن الوازع باليمامة ثم جمع [1] وفي الكامل لابن الأثير ج 5 ص 298: «المهير بن سلمى بن هلال، أحد بني الدؤل بن حنيفة.» [2] وفي الكامل لابن الأثير: المندلث بن إدريس الحنفي.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 137