نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 129
اليمن وأكرمهم. فإنّ بهم يتمّ الأمر وآتهم البيعة. وأمّا مضر فهم العدوّ والغريب، واقتل من شككت فيه وإن قدرت أن لا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل وارجع إلى سليمان بن كثيّر واكتف به مني وسرّحه معهم فساروا إلى خراسان. وفاة هشام بن عبد الملك وبيعة الوليد بن يزيد
توفي هشام بن عبد الملك بالرصافة في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة لعشرين سنة من خلافته وولي بعده الوليد ابن أخيه يزيد بعهد يزيد بذلك كما مرّ، وكان الوليد متلاعبا وله مجون وشراب وندمان، وأراد هشام خلعه فلم يمكنه. وكان يضرب من يأخذه في صحبته، فخرج الوليد في ناس من خاصته ومواليه وخلف كاتبه عيّاض بن مسلم ليكاتبه بالأحوال فضربه هشام وحبسه. ولم يزل الوليد مقيما بالبرية حتى مات هشام، وجاءه مولى أبي محمد السفياني على البريد بكتاب سالم ابن عبد الرحمن صاحب ديوان الرسائل بالخبر فسأل عن كاتبه عيّاض فقال: لم يزل محبوسا حتى مات هشام، فأرسل إلى الحرّاق أن يحتفظوا بما في أيديهم حتى منعوا هشاما من شيء طلبه. ثم خرج بعد موته من الحبس وختم أبواب الخزائن ثم كتب الوليد من وقته إلى عمه العبّاس بن عبد الملك أن يأتي الرصافة فيحصي ما فيها من أموال هشام وولده وعمّاله وخدمه إلّا مسلمة بن هشام فإنه كان يراجع أباه في الرّفق بالوليد، فانتهى العبّاس لما أمر به الوليد. ثم استعمل الوليد العمّال وكتب إلى الآفاق بأخذ البيعة فجاءته بيعتهم وكتب مروان ببيعته واستأذن في القدوم. ثم عقد الوليد من سنته لابنيه الحكم وعثمان بعده وجعلهما وليي عهده وكتب بذلك إلى العراق وخراسان.
ولاية نصر للوليد على خراسان
وكتب الوليد في سنته إلى نصر بن سيّار بولاية خراسان وأفرده بها، ثم وفد يوسف بن عمر على الوليد فاشترى منه نصرا وعمّاله فردّ إليه الوليد خراسان. وكتب يوسف إلى نصر بالقدوم ويحمل معه الهدايا والأموال وعياله جميعا وكتب له الوليد بأن يتّخذ له برابط وطنابير وأباريق ذهب وفضة ويجمع له البراذين الغرّة [1] ويجمع بذلك إليه في [1] الغرّة لا تتناسب مع معنى الجملة ولعلها الفرة جمع فارة ويقال للبرذون والبغل والحمار فاره إذا كان سيورا.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 3 صفحه : 129