نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 519
يزيد دحية الكلبيّ إلى تدمر، وأبا الأزاهر القشيري إلى حوران والبثنة [1] ، فصالحوهما ووليا عليهما، ووصل الأمراء الى فحل فبيتهم الروم فظفر المسلمون بهم وهزموهم فقتل منهم ثمانون ألفا وكان على الناس في وقعة فحل شرحبيل بن حسنة، فسار بهم إلى بيسان وحاصرها فقتل مقاتلتها وصالحه الباقون فقبل منهم. وكان أبو الأعور السلميّ على طبريّة محاصرا لها، فلما بلغهم شأن بيسان صالحوه فكمل فتح الأردن صلحا ونزلت القوّاد في مدائنها وقراها وكتبوا إلى عمر بالفتح.
وزعم الواقدي أنّ اليرموك كانت سنة خمس عشرة وأنّ هرقل انتقل فيها من أنطاكية الى قسطنطينية وأنّ اليرموك كانت آخر الوقائع. والّذي تقدّم لنا من رواية سيف أنّ اليرموك كانت سنة ثلاث عشرة وأن البريد بوفاة أبي بكر قدم يوم هربت الروم فيه، وأن الأمراء بعد اليرموك ساروا إلى دمشق ففتحوها ثم كانت بعدها وقعة فحل، ثم وقائع أخرى قبل شخوص هرقل والله أعلم.
خبر المثنى بالعراق بعد مسير خالد الى الشام
لما وصل كتاب أبي بكر إلى خالد بعد رجوعه من حجّة بأن ينصرف إلى الشام أميرا على المسلمين بها ويخرج في شطر الناس ويرجع بهم إذا فتح الله عليه وإلى العراق ويترك الشطر الثاني بالعراق مع المثنّى بن حارسة، وفعل ذلك خالد ومضى لوجهه، وأقام المثنى بالحيرة ورتّب المصالح. واستقام أهل فارس بعد خروج خالد بقليل على شهريرار [2] بن شيرين بن شهريار ممن يناسبه إلى كسرى أبي سابور وذلك سنة ثلاث عشرة، فبعث إلى الحيرة هرمز فاقتتلوا هنالك قتالا شديدا بعدوة الضرّاء وغار الفيل بين الصفوف فقتله المثنّى وناس معه، وانهزم أهل فارس واتّبعهم المسلمون يقتلونهم حتى انتهوا إلى المدينة، ومات شهريار إثر ذلك وبقي ما دون دجلة من السواد في أيدي المسلمين.
ثم اجتمع أهل فارس من بعد شهريار على آزرميدخت ولم ينفذ لها أمر فخلعت، وملك سابور بن شهريار وقام بأمره الفرخزاد بن البندوان وزوّجه آزرميدخت، [1] وفي نسخة ثانية: والبثينة. [2] وفي نسخة أخرى: شهريار.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 519