نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 481
العمال على النواحي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم باذان عامل كسرى على اليمن وأسلمت اليمن أمره على جميع مخاليفها ولم يشرك معه فيها أحدا حتى مات، وبلغه موته وهو منصرف من حجّة الوداع فقسم عمله على جماعة من أصحابه، فولّى على صنعاء ابنه شهر [1] بن باذان، وعلى مأرب أبا موسى الأشعري، وعلى الجنديعلي بن أمية، وعلى همدان عامر بن شهر الهمدانيّ، وعلى عك والأشعر بين الطاهر بن أبي هالة [2] وعلى ما بين نجران وزمع وزبيد خالد بن سعيد بن العاص، وعلى نجران عمرو بن حزم [3] ، وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد [4] البياضي، وعلى السكاسك والسكون عكاشة بن ثور [5] بن أصفر الغوثي، وعلى معاوية بن كندة عبد الله المهاجر
[ () ] المحل الّذي نزل به الرسول وكان ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشرة من الهجرة وكان ذلك اليوم شديد الحرّ فكان الرجل يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الحر. وقد وقف النبي في هذا اليوم بعد صلاة الظهر خطيبا بالمسلمين فقال: الحمد للَّه ونستعين ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الدنيّة لا هادي لمن ضل ولا مضل لمن هدى واشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله. اما بعد ايها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبيّ الا مثل نصف عمر الّذي قبله واني أوشك ان ادعى فأجيب واني مسئول وأنتم مسئولون. فماذا أنتم قائلون؟
قالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا قال ألستم تشهدون ان لا إله إلا الله وان محمد عبده ورسوله؟ قالوا بلى نشهد بذلك. ثم قال ايها الناس الا تسمعون؟ قالوا نعم. قال فإنّي فرط على الحوض وأنتم واردون عليه فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله؟
قال الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر الأصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فسألت لهما ذلك ربي فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ثم أخذ بيد عليّ فرفعها وعرفه القوم فقال: ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللَّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وأدر الحق معه حيث دار الا فليبلغ الشاهد الغائب. انظر كتاب البداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 208 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 93 والفرق الإسلامية ص 42 وغيرها من كتب التاريخ. [1] وفي نسخة اخرى: شمر. [2] وفي النسخة الباريسية: الطاهر بن أبي منالة [3] وفي نسخة اخرى: بن حزام. [4] وفي النسخة الباريسية: زياد بن يزيد. [5] وفي النسخة الباريسية: عكاشة بن بدر
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 481