نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 469
ولما قرب المدينة بساعة من نهار أنفذ مالك بن الدخشم من بني سالم ومعن بن عدي من بني العجلان إلى مسجد الضرار، فأحرقاه وهدماه، وقد كان جماعة من المنافقين بنوه وأتوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فسألوه الصلاة فيه، فقال: أنا على سفر ولو قدمنا أتيناكم فصلينا لكم فيه. فلمّا رجع أمر بهدمه. وفي هذه الغزاة تخلف كعب بن مالك من بني سلمة ومرارة بن الربيع من بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية بن واقف وكانوا صالحين، فنهى صلى الله عليه وسلم عن كلامهم خمسين يوما، ثم نزلت توبتهم، وكان المتخلفون من غير عذر نيفا وثلاثين رجلا. وكان وصوله صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان سنة تسع، وفيه كانت وفادة ثقيف وإسلامهم، ونزل الكثير من سورة براءة في شأن المنافقين وما قالوه في غزوة تبوك آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم. إسلام عروة بن مسعود ثم وفد ثقيف وهدم اللات
كان صلى الله عليه وسلم لما أفرج عن الطائف وارتحل المدينة اتبعه عروة بن مسعود سيدهم، فأدركه في طريقه وأسلم ورجع يدعو قومه، فرمي بسهم في سطح بيته وهو يؤذن للصلاة فمات، ومنع قومه من الطلب بدمه وقال: هي شهادة ساقها الله إليّ وأوصى أن يدفن مع شهداء المسلمين. ثم قدم ابنه أبو المليح وقارب بن الأسود بن مسعود فأسلما، وضيق مالك بن عوف على ثقيف واستباح سرحهم وقطع سابلتهم.
وبلغهم رجوع النبيّ صلى الله عليه وسلم من تبوك وعلموا أنّ لا طاقة لهم بحرب العرب المسلمين، وفزعوا إلى عبد ياليل بن عمرو بن عمير، فشرط عليهم أن يبعثوا معه رجالا منهم ليحضروا مشهدة خشية على نفسه مما نزل بعروة، فبعثوا معه رجلين من أحلاف قومه وثلاثا من بني مالك، فخرج بهم عبد يا ليل وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة التاسعة يريدون البيعة والإسلام فضرب لهم قبة في المسجد، وكان خالد بن سعيد بن العاص يمشي في أمرهم وهو الّذي كتب كتابهم بخطه، وكانوا لا يأكلون طعاما يأتيهم حتى يأكل منه خالد، وسألوه أن يدع لهم اللات ثلاث سنين رغبا لنسائهم وأبنائهم حتى يأنسوا فأبى، وسألوه أن يعفيهم من الصلاة فقال: لا خير في دين لا صلاة فيه، فسألوه أن لا يكسروا أوثانهم
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 469