نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 376
وأمّا بطون خندف بن الياس بن مضر ولد إلياس مدركة وطابخة وقمعة وأمّهم امرأة من قضاعة اسمها خندف فانتسب ولد إلياس كلّهم إليها، فمن بطون قمعة أسلم وخزاعة، فأسلم بنو أفصى بن عامر بن قمعة، وخزاعة بن عمرو بن عامر بن لحيّ وهو ربيعة ابن عامر بن قمعة واسمه حارثة. وعمرو بن حليّ هو أوّل من غيّر دين إسماعيل وعبد الأوثان وأمر العرب بعبادتها، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن لحيّ يجر قصبه في النار» يعني أحشائه. ومواطنهم بأنحاء مكة في مرّ الظهران وما يليه وكانوا حلفاء لقريش. ودخلوا عام الحديبيّة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا مما [1] صالح قريشا عليه ثم نقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فغزا قريشا وغلبهم على أمرهم وافتتح مكّة وكان عام الفتح. وقد يقال: إنّ خزاعة هؤلاء من غسّان وأنهم بنو حارثة بن عمرو مزيقياء، وأنهم أقاموا بمرّ الظهران حين سارت غسّان إلى الشام وتخزعوا عنهم فسموا خزاعة، وليس ذلك بصحيح كما ذكر. وكان لخزاعة ولاية البيت قبل قريش في بني كعب بن عمرو بن لحيّ، وانتهت إلى حليل بن حبشيّة بن سلول وهو الّذي أوصى بها لقصي بن كلاب حين زوّجه ابنته حبي بنت حليل. ويقال: إنّ أبا غبشان بن حليل واسمه المحترش باع الكعبة من قصي بزق وخمر وفيه جرى المثل المعروف. يقال: أخسر صفقة من أبي غبشان. ومن ولد حليل بن حبشيّة كان كرز بن علقمة بن علال بن حريبة بن عبد فهم بن حليل، الّذي قفا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الغار، ورأى عليه نسج العنكبوت وعش اليمامية ببيضها فرخوا عنه.
ولخزاعة هؤلاء بطون كثيرة منهم بنو المصطلق بن سعد بن عمرو بن لحيّ، وبنو كعب بن عمرو. ومنهم عمران بن الحصين صحابي، وسليمان بن صرد أمير التوّابين القائمين بثأر الحسين، ومالك بن الهيثم من نقباء بني العبّاس وبنو عديّ بن عمرو، ومنهم جويرية بنت الحارث أم المؤمنين، وبنو مليح بن عمرو، ومنهم طلحة الطلحات، وكثير الشاعر صاحب عزّة وهو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح. وبنو عوف بن عمرو ومنهم العبّاد أهل الحيرة وهم بنو جهينة بن عوف. ومن إخوة خزاعة بنو أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة وبنو مالك بن أفصى، وماثان بن أفصى. فمن أسلم سلمة بن الأكوع [1] الأصح ان يقول: ممن.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 2 صفحه : 376