responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي    جلد : 6  صفحه : 125
ولو أراد العادل مصر فى هذه المرّة لأخذها؛ وإنّما كان قصده الإصلاح بين الإخوة.
ثم وقع بين العزيز هذا والأفضل ثالثا، وهو أنّه لمّا عاد الأفضل إلى دمشق ازداد وزيره الجزرىّ من الأفعال القبيحة، والأفضل يسمع منه ولا يخالفه، فكتب قيماز النّجمىّ وأعيان الدولة إلى العادل يشكونه، فأرسل العادل إلى الأفضل:
«ارفع يد هذا الأحمق السيّئ التدبير القليل التوفيق» ، فلم يلتفت. فاتّفق العادل مع ابن أخيه العزيز هذا على التوجّه إلى الشام فسارا. واستشار الأفضل أصحابه، فكلّ أشار عليه بأن يلتقى عمّه العادل وأخاه العزيز ولا يخالفهما إلّا الجزرىّ، فإنّه أشار بالعصيان، فاستعد الأفضل للقتال والحصار وحلّف الأمراء والمقدّمين، وفرّقهم فى الأبراج والأسوار، فراسلوا العزيز والعادل وأصلحوا أمرهم فى الباطن؛ واتّفق العادل مع عزّ الدين الحمصى على فتح الباب الشرقىّ؛ وكان مسلّما إليه، فلمّا كان يوم الأربعاء سادس عشرين شهر رجب ركب العادل والعزيز وجاءا إلى الباب الشرقىّ ففتحه ابن الحمصى فدخلا إلى البلد من غير قتال؛ فنزل العزيز دار عمّته ستّ الشام، ونزل العادل دار العقيقىّ، ونزل الأفضل إليهما وهما بدار العقيقى؛ فدخل عليهما وبكى بكاء شديدا، فأمره العزيز بالانتقال من دمشق إلى صرخد، فأخرج وزيره الجزرىّ فى الليل فى جملة الصناديق خوفا عليه من القتل، فأخذ أموالا عظيمة وهرب إلى بلاده.
وكان العزيز قد قرّر مع عمّه العادل أن يكون نائبه بمصر، ويقيم العزيز بدمشق.
ثم ندم فأرسل إلى أخيه الأفضل رسالة فيها صلاح حاله. ثم وقعت أمور إلى أن سلّم العزيز بصرى إلى العادل، وكان بها الظافر. وأقام العزيز بعد ذلك بدمشق مدّة، وصلّى الجمعة عند قبر والده بالكلّاسة وأمر ببناء القبّة والمدرسة إلى جانبها،

نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي    جلد : 6  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست