نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي جلد : 2 صفحه : 53
وقبض عليه في الماضية ثم أطلقه وولاه ديوان الرسائل فعزله في هذه السنة، وولى مكانه الربيع الحاجب، فاستناب الربيع فيه سعيد بن واقد «1» . وفيها جد المهدي في تتبع الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتل منهم خلائق. وفيها توفي بشار بن برد أبو معاذ العقيلي بالولاء، الضرير الشاعر المشهور، ولد أعمى جاحظ الحدقتين قد تغشاهما لحم أحمر. وكان ضخماً عظيم الخلقة والوجه مجدراً طويلا، وكان يرمى بالزندقة، ويروى عنه أنه كان يفضل النار على الأرض، ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم صلوات الله عليه؛ وفى تفضيل النار يقول:
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار
ومن شعره في غير هذا:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذي «2» فقلت لهم ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا
وله فى المشورة:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... بحزم نصيح أو فصاحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً ... فإن «3» الخوافي قوة للقوادم
وله في التشبيهات قوله:
كأنّ مثار النّقع فوق رءوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى «4» كواكبه
وفيها توفي عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الأمير الهاشمي العباسي، وهو ابن أخي السفاح والمنصور، وجعله السفاح ولي عهده بعد أخيه
نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي جلد : 2 صفحه : 53