نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي جلد : 2 صفحه : 263
أخوه المتوكّل على الله جعفر، وكان ملكا مهيبا كريما جليلا أديبا مليح الشعر، إلّا أنّه كان مولعا بالغناء والقينات. قيل: إن جارية غنّته بشعر العرجى وهو:
أظلوم إنّ مصابكم رجلا ... أهدى السلام تحيّة ظلم
فمن الحاضرين من صوّب نصب رجلا، ومنهم من قال: صوابه رجل؛ فقالت الجارية: هكذا لقّننى المازنىّ. فطلب المازنىّ، فلمّا مثل بين يدى الواثق قال:
ممّن الرجل؟ قال: من بنى مازن؛ قال الواثق: أىّ الموازن؟ أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قال: مازن ربيعة؛ فكلّمه الواثق حينئذ بلغة قومه، فقال: با اسمك؟ - لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما- فكره المازنىّ أن يواجهه بمكر؛ فقال: بكر يا أمير المؤمنين، ففطن لها وأعجبته. وقال له: ما تقول فى هذا البيت؟
قال: الوجه النصب، لأنّ مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم؛ فأخذ اليزيدىّ يعارضه؛ قال المازنىّ: هو بمنزلة إنّ ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول مصابكم، والدليل عليه أنّ الكلام معلّق الى أن تقول: ظلم فيتمّ؛ فأعجب الواثق وأعطاه ألف دينار.
وقال ابن أبى الدنيا: كان الواثق أبيض تعلوه صفرة، حسن اللحية، فى عينيه نكتة [بيضاء «1» ] . وقيل: إنّ الواثق لما احتضر جعل يردّد هذين البيتين وهما:
الموت فيه جميع الخلق مشترك ... لا سوقة منهم يبقى ولا مل؟؟؟
ما ضرّ أهل قليل فى تفاقرهم ... وليس يغنى عن الأملاك ما ملكوا
ثم أمر بالبسط فطويت، وألصق خدّه بالأرض وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه، ارحم من زال ملكه! يكرّرها الى أن مات رحمه الله تعالى. وفيها توفى على بن
نام کتاب : النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة نویسنده : ابن تغري بردي جلد : 2 صفحه : 263