محاجنهم [1] تحت أقرابه [2] ... وقد خرموا [3] أنفه فانشرم [4]
فولى سريعا لأدراجه ... وقد هزموا جمعه فانهزم حلف عدي وبني سهم
وكان من شأن ما جرّ حلف عدي بن كعب وحلف بني سهم أن عبد شمس بن عبد مناف كانت له بختية ولم تكن بمكة بختية غيرها ففقدها [5] وبغاها، فشق عليه مذهبها وضلالها منه، فمكث يبتغيها إذ قام قائم على أبي قبيس حين هدأ الناس وقال بأعلى صوته: (الرجز)
والله ما كانت لنا هديّة ... يا عبد شمس باغي البختيّة
وما لنا عندكم بغية ... لا دية لنا ولا عطيّة
لكنها بختية غويّة ... تعرضت حينا لنا عشيّة
شربا لنا بينهم تحية ... تدور كأس بينهم رويّة
فنحرت صاغرة قميئة [6] ... لفتية أوجههم وضيّة
فلتبعد البختية الشقية [7] ... فلن تراها آخر المنية
فأصبح عبد شمس وقد غاضبه [8] ما سمع، فجعل ذودا لمن [9] دله على خبرها، فأتاه [10] ابن أخت لبني عدي بن كعب من بني عبد بن معيص بن عامر فقال [1] المحاجن جمع المحجن وهو العصا المنعطفة الرأس. [2] الأقراب جمع القرب كمرد وهو الخاصرة، يقال: فرس لاحق الأقراب، يجمعونه وإنما له قربان لسعته. [3] في أخبار مكة ص 103: كلموا.
[4] أي انقطعت أرنبته، وفي أخبار مكة ص 103: بالخزم. [5] في الأصل: ففقدوها. [6] في الأصل: قميّة- بالياء المشددة، والقميئة: الذليلة والصغيرة. [7] في الأصل: السقية. [8] في الأصل: عاخله. [9] في الأصل: بمن. [10] في الأصل: فيأتيه.