أتتهم قبل قرن الشمس مشعلة ... شهب الفوارس يعشى دونها البصر
فانهلت منهم للموت طائفة ... وفرّ أولاهم واستدرك الخفر
ببطن مكة إذ تحوي سوائمهم ... بنو جذيمة إنّ الغنم مبتدر
فهذا أول شيء دخل بينهم
وهذا أمر المطيبين وذلك أن بني عبد مناف لما رأوا شرفهم وكثرتهم أرادوا أخذ البيت من بني عبد الدار فأرسلوا إلى أبي طلحة وهو عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار أن أرسل إلينا بمفتاح الكعبة! فخرج [1] من مكانه حتى أتى [2] بني سهم وأم سهم تماضر بنت زهرة وأم عدي بن سعد بن سهم هند بنت عبد الدار بن قصي فعاذ بهم من بني عبد مناف فقاموا معه في ذلك وقالوا:
والله لنمنعنه! وأصبحت بنو عبد مناف فقالوا: والله لنأخذنها منهم! وأصبحت قريش في ذلك فرقا، منهم من يقول: عبد مناف أولى بالبيت، ومنهم من يقول: عبد الدار أولى، فلما كثر في ذلك القول عمدت أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم- ويقال: بل عاتكة [3] أثبت من أم حكيم وهو المجتمع عليه- فأخذت جفنة عظيمة فملأتها خلوقا ثم أقبلت بها تحملها حتى وضعتها في الحجر [4] فقالت: من تطيب من هذه الجفنة فهو منا! فقامت أسد فتطيبت وقامت الحارث بن فهر فتطيبت وتطيبت زهرة [بن كلاب] [5] وتيم بن مرة، فهذه خمس قبائل يسمون المطيبين: عبد مناف وأسد بن عبد العزى وزهرة والحارث بن فهر وتيم بن مرة، وتعمد بنو سهم فنحروا جزرا [6] ثم غمسوا [1] في الأصل: فيخرج. [2] في الأصل: يأتي. [3] وهي أيضا بنت عبد المطلب بن هاشم. [4] انظر الحاشية رقم 8 ص 6. [5] ليست الزيادة في الأصل. [6] في الأصل: جزروا، والجزور كصبور واحد والمحل يقتضي الجمع.