غمر [1] ونجيب صقر في بطن بنت مر، فتزوجها عبد مناف بن قصي فولدت هاشما وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف. قال: ولما ولدت نعجة [2] بنت عبيد بن روّاس [3] سمع أبوها قائلا [4] يقول في المنام: رب عدد وبأس، وكماة [5] أحماس [6] ، وسادة غير أنكاس [7] : لين وشماس [8] في بطن بنت عبيد بن رواس، فتزوجها عبد شمس بن عبد مناف فولدت له أمية الأكبر وحبيبا
. رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
كانت عاتكة رأت رؤيا قبل قدوم ضمضم [9] بن عمرو وكانت رأت هذه الرؤيا فأعظمتها وفزعت لها، فأرسلت إلى أخيها العباس فقالت: يا أخي! قد والله رأيت الليلة رؤيا رأيت راكبا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته: يا ل غدر! انفروا إلى مصارعكم في ثلاث، صرخ بها ثلاث مرات، فإذا الناس قد اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه إذ مثل بعيره على ظهر الكعبة فصرخ مثلها ثلاثا، ثم مثل بعيره على أبي قبيس ثم صرخ مثلها ثلاثا، ثم أخذ صخرة من أبي قبيس فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل انقضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار من [1] الغمر بفتح الغين العجمة وسكون الميم: الكريم الواسع الخلق والجمع غمار.. [2] في الأصل: تعجر، والتصحيح من نسب قريش ص 97. [3] رواس كشداد بالتشديد، وضبط في نسب قريش ص 97 رواس بضم الراء وتخفيف الواو. [4] في الأصل: قايلا- بالياء المثناة. [5] جمع الكمي كرضّي- بالياء المشددة: الشجاع أو لابس السلاح. [6] الأحماس: الأبطال. [7] جمع النكس بكسر النون وسكون الكاف، وهو الرجل الضعيف الدني الذي لا خير فيه، المقصر عن غاية النجدة والكرم. [8] الشماس بكسر الشين مصدر من شمس يشمس كينصر: العداوة والإباء. [9] أي قبل قدوم ضمضم بمكة وذلك أن أبا سفيان وكان قائد عير لقريش من الشام إلى مكة لما دنا من الحجاز أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه وهو يريد أن يغير على عير قريش، فتحذر أبو سفيان وأستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة يخبر قريشا عما بلغه ويستنجدهم.