لبيت الله، ثم حفر حتى بلغ القرار فأبحر [1] وخرق جبلها كيلا تنزح [2] ثم بنى عليها حوضا وجعل هو والحارث ينزعان فيملآن الحوض فيشرب عنه الحاج، فحسده ناس من قريش فجعلوا إذا كان الليل كسروا الحوض، فإذا أصبح عبد المطلب أصلحه، فلما أكثروا إفساده دعا عبد المطلب ربه فأتي في منامه فقيل له: قل: اللهم! إني لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حلّ وبلّ [3] ، ثم كفيتهم، فقام عبد المطلب حين اجتمعت قريش في المسجد فنادى كما أمر في المنام ثم انصرف، فلم يكن يفسد حوضه ذلك أحد من قريش إلا رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته
رؤيا [4] أم حكيم وهي البيضاء [5] بنت عبد المطلب
قال: ولما ولدت أم حكيم أروى بنت كريز [6] بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس سمعت قائلا يقول في المنام: رب قمس [7] صميم لمسود [8] حليم ومقسم كريم وشاعر عذوم [9] في بطن أم حكيم، فولدت عثمان بن عفان فهو القمس الحليم، والمقسم هو المطرف [10] عبد الله بن عمرو بن عثمان وكان أجمل أهل زمانه، والشاعر العذوم هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط [11] ، ورأى [1] أبحر: كثر تجمع الماء فيه. [2] تنزح: يقل أو ينفذ ماؤها. [3] البل بكسر الباء وتضعيف اللام: الشفاء. [4] في الأصل: ورأت. [5] في الأصل: اليضباء- بتقديم الياء المثناة على الموحدة. [6] كريز كزبير. [7] في الأصل: قلمس- باللام، والقمس كسكر: الرجل الشريف. [8] في الأصل: لمسوه- بالهاء. [9] العذوم كصبور: المدافع عن نفسه. [10] في الأصل: المطوف- بالواو، والتصحيح من نسب قريش ص 113، والمطرف بكسر الميم وضمها: رداء خز ذو أعلام والجمع مطارف، كان يقال لعبد الله المطرف لحسنه وجماله الفائق. [11] معيط كزبير.