لم يحفره بالحديد وفيه يقول: (الهزج)
فأرميها بجلمود [1] ... وترميني بجلمود
فأفنيها وتفنيني ... وكل هالك مودي [2]
قال: وأنتم لم تجعلوا الحرم إنما جعله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقالت قريش: لا تدخلوا حرمنا علينا ولا ندخل عليكم وجّكم، فلما خشوا الحرب وخشيت ثقيف من قريش وخزاعة وبني بكر بن عبد مناة حالفت قريشا ودعت إخوتها من دوس، قال: فلما حالفت قريش ثقيفا قالت قريش لثقيف:
نطلب من دوس ما طلبنا منكم من الشركة في الدار، فقالت ثقيف: بل دوس تحالفكم، فركب عبد ياليل بن [3] معتب ومسعود بن عمرو وهما من ثقيف ثم من الأحلاف في نفر حتى أتوا دوسا فقالوا لهم: إن قريشا طلبت منا أن ندخلهم في وجّ وأن يدخلونا في الحرم، فأبينا ذلك عليهم ثم حالفناهم فرغبوا إلى ما عندكم فأدخلوهم وليدخلوكم وحالفوهم، فحالفت/ دوس قريشا، قال:
فلما بعث نجدة [4] الحروري حزاقا [5] الحروري أحد بني حنيفة يصدق الأزد فقتلته دوس، قال عبد الملك بن مروان لابنة حزاق ودخلت عليه: أقتلت دوس أباك؟ قالت: قتلوه في الجبل ولو أصحروا ما قاموا له، فقال المحرز بن أبي هريرة الدوسي: هم والله! في السهل أقتل منهم في الجبل، فقال لها عبد الملك:
أنشديني ما قلت في أبيك، فقالت: (الطويل) [1] الجلمود: الصخر.
[2] المودي: الهالك. [3] في الأصل: ابن معتب- بإظهار الهمزة. [4] في الأصل: بجدة- بالباء الموحدة. [5] في الأصل: حزافا- بالفاء، وحزاق بالكسر، وفي تاج العروس 6/ 314: حازوق اسم رجل خارجي رثته ابنته واسمها محياة أو أخته وجعلته حزاقا بالكسر للضرورة فإنها أرادت حازقا أو حازوقا فلم يستقم لها الشعر فغيرته ومثله كثير.