يحضرون سوق المجاز إلّا محرمين [1] بالحج، وكانوا يعظمون أن يأتوا شيئا من المحارم أو [2] يغير بعض على بعض لأنها أشهر حرم، وإنما سمي الفجار لما صنع فيه من الفجور هذا حلف قريش الأحابيش [3]
قال عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري الذي يقال له ابن أبي ثابت [4] : كان الذي بدأ حلف الأحابيش أن رجلا من بني الحارث عبد مناة بن كنانة هبط/ مكة فباع سلعة له ثم أوى إلى دار من دور بني مخزوم فاستسقى فخرجت إليه امرأة من قريش، فقال: هلا كنت أمرت بعض الحفدة؟ فقالت: تركتنا بنو بكر نعاما [5] ذا مثل حماد [6] انا أن نترك في حرمنا، قال: فخرج الرجل حتى أتى بني الحارث بن عبد مناة فقال: يا بني الحارث! ذلت قريش لبني بكر، فإن كان عندكم نصر فنصر، فقالوا: ادعوا إخوانكم بني المصطلق والحيا بن سعد بن عمرو، فركبوا إليهم فجاؤوا بهم وسمعت بهم بنو الهون بن خزيمة فركبت معهم وذلك بعد خروج بني أسد من تهامة [7] فخرجوا حتى اجتمعوا بذنب حبشي [8] وهو جبل بأسفل مكة [1] في الأصل: مجرمين- بالجيم المعجمة. [2] في الأصل: ر.
[3] زيد في الأصل: فالأول ذلك (مدير) . [4] في الأصل: بائت. أجمع علماء الجرح والتعديل على تضعيفه كراوي الحديث، كان من أصحاب نسب وشعر، قال عمر بن شبة في أخبار المدينة إنه كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه، فكان يحدث عن حفظه- تهذيب التهذيب 6/ 351، ونستفيد من تاريخ بغداد 10/ 440- 442 أنه كان يعرف بابن أبي ثابت الأعرج وكان من أهل المدينة، قدم بغداد واتصل بيحيى بن خالد البرمكي، أقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة، وكان ذا مروءة وبر وإنفاق، مات سنة 197، وذكر ابن النديم له كتابا اسمه كتاب الأحلاف- الفهرست ص 157. [5] النعام جمع النعامة الحيوان المعروف. [6] كذا في الأصل والعبارة هنا غير واضحة. [7] في الأصل: النهمة. [8] حبشي بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة وكسر الشين والياء المشددة: جبل بأسفل مكة على ستة أميال منها- معجم البلدان 3/ 211، وفي سيرة ابن هشام ص 246 أنهم تحالفوا بواد اسمه الأحبش.