له: ما تصنع بهذا؟ فيقول: أرجو [1] والله أن أملأ منها قومك،/ قالت: أنت وذاك، أما والله لئن رأيتهم لتعرفن غير ذلك، فلما انهزمت ثقيف انهزم مسعود، فخرج منهزما لا يعرج على شيء حتى دخل على امرأته سبيعة، فجعل أنفه بين [2] ثدييها، ثم قال: أنا بالله ثم بك، فقالت: كلا زعمت ... [3] فلما نزلوا عكاظ وأقاموا اليوم الثاني قال سبيع بن ربيعة النصري: يا معشر قريش! ما كان مسيركم إلى قريش بشيء، قالوا: ولم؟
قال: لا ترون لهم جمعا العام، قال أبو براء فما تكره من ذلك؟ تقوم سوقنا وننصرف والغلبة لنا، قال رجل من بني أسد بن [4] خزيمة يسمع كلامه: بلى والله لتوافين كنانة ولا تتخلف ولا ترى غير ذلك، فتقاولا حتى تراهنا مائة بعير لمائة بعير فتواثقا على ذلك، فلم يتفرقوا من مجلسهم حتى أوفى موف [5] فقال:
قد طلع من مكة الدهم [6] وجاءت الكتائب يتلو [7] بعضها بعضا، فقام الأسدي مسرورا وهو يرتجز: (الرجز)
يا قوم قد وافى [8] عكاظ الموسم ... تسعون ألفا كلهم ملأم [9]
فقال مسعود بن معتب لقيس حين عرف أن قريشا قد جاءت: دعوني أنظر لكم في القوم فإن يكن في القوم عبد الله بن جدعان فلم يتخلف عنكم [1] في الأصل: ارجوا. [2] في الأصل: على، والتصحيح من الأغاني 19/ 82. [3] بياض في الأصل بعد زعمت، وفي الأغاني 19/ 82: فقالت كلا زعمت أنك ستملأ بيتي من أسرى قومي، اجلس فأنت آمن. [4] في الأصل: ابن- بابقاء الهمزة. [5] أي قدم قادم. [6] الدهم كجهم بالفتح: العدد الكثير. [7] في الأصل: يتلوا. [8] في الأصل: وافا.
[9] الملأم بضم الميم وتشديد الهمزة المفتوحة: لا بس اللأمة وهي الدرع.