responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 108
خرج كثير يريد عبد العزيز بن مروان فأكرمه ورفع منزلته وأحسن جائزته وقال:
سلني ما شئت من الحوائج، قال: نعم أحب أن تنظر لي من يعرف قبر عزة فيقفني عليه، فقال رجل من القوم: إني لعارف به، فانطلق به الرجل حتى انتهى إلى قبرها، فوضع يده عليه وعيناه تجريان وهو يقول:
وقفت على ربع لعزة ناقتي ... وفي الترب رشاش من الدمع يسفح
فيا عز أنت البدر قد حال دونه ... رجيع تراب والصفيح المصرح
وقد كنت أبكي من فراقك خيفة ... فهذا لعمري اليوم إياي أنزح
فهلا فداك الموت من أنت قربه ... ومن هو أسوأ منك حالا وأقبح
ألا لا أرى بعد ابنة النضر لذة ... بشيء ولا ملحا لمن يتملح
فلا زال وادي رمس عزة سائلا ... به نعمة من رحمة الله تسفح
أرب لعيني البكا كل ليلة ... فقد كان مجرى دمع عيني يقرح
إذا لم يكن ماء تجلتنا دما ... وشر البكاء المستعار الممنح
ومن شعر كثير:
خليلي هذا رسم عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا مرجفات الحزن [1] حتى تولت
فقلت لها يا عز كل مصيبة ... إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها ... وحلت بلاغا لم تكن قبل حلت
وو الله ما قاربت إلا تباعدت ... بصرم ولا أكثرت إلا أقلت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مولية إن تقلت
فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمرة فتجلت
وكنا ارتقينا من صعود من الهوى ... فلما علوناه ثبت وزلت
وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا ... فلما توافينا شددت وحلت
وللعين أسراب إذا ما ذكرتها ... وللقلب أسرار إذا العين ملت
توفي كثير عزة وعكرمة في هذه السنة في يوم واحد، فصلي عليهما في مكان واحد

[1] في الأغاني 9/ 38: «ولا موجعات القلب» .
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 7  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست