responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 107
فلما يئس منها وعلم أن لا سبيل إليها صار شبيها بالتائه العقل، / وأحب الخلوة وحديث النفس، وتزايد الأمر به حتى ذهب عقله، ولعب بالحصى والتراب، ولم يكن يعرف شيئا إلا ذكرها، وقول الشعر فيها، وبلغها ما صار إليه قيس فجزعت أيضا لفراقه، وضنيت ضنى شديدا.
وقد روينا عن يونس النحوي [1] : أن أم قيس سألت ليلى فحضرت عنده ليلا، وقالت: إن أمك تزعم أنك جننت على رأسي، فقال:
قالت جننت على رأسي [2] فقلت لها ... الحب أعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون في الحين
فبكت معه وتحدثا حتى كاد الصبح [أن] [3] يسفر، ثم ودعته وانصرفت، فكان آخر عهده بها.
وقد روينا أن أبا المجنون قيده، فجعل يأكل لحم ذراعيه، ويضرب بنفسه الأرض، فأطلقه يدور في الفلاة عريانا.
ولما زوجت ليلى، وقيل غدا ترحل، قال المجنون ينشد:
كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو يراح
قطاة عزها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح
وروينا أن ليلى لما زوجت جاء المجنون إلى زوجها وهو يصلي في يوم شات، فوقف عليه ثم أنشأ يقول:
بربك هل ضممت إليك ليلى ... قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى ... رفيف الأقحوانة في نداها
فقال: اللَّهمّ إذ حلفتني فنعم، فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من الجمر، فما فارقهما حتّى سقط مغشيا عليه، فسقط الجمر مع لحم راحتيه.

[1] الخبر في الأغاني: 2/ 34.
[2] في الأغاني: «قالت جننت على أيش» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الأغاني.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 6  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست