نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 170
يوم الأحد إلى جامع القصر فصلى عليه ثم حمل إلى مدرسته التي بناها بباب البصرة فدفن بها وغلقت يومئذ أسواق بغداد وخرج جمع لم نره لمخلوق قط في الأسواق وعلى السطوح وشاطئ دجلة وكثر البكاء عليه لما كان يفعله من البر ويظهره من العدل. وقيل في حقه مراث كثيرة فمنها قول نصر البحتري: [1]
ألمم على جدث حوى ... تاج الملوك وقل سلام
واعقر سويداء الضمير ... فليس يقنعني السوام
وتوق أن تبنى حياءً ... دمع عينك أو ملام [2]
فإذا ارتوت [3] تلك الجنادل ... من دموعك والرغام
فأقم صدور اليعملات ... فبعد يحيى لا مقام
ذهب الذي كانت تقيدني ... مواهبه الجسام
فإذا نظرت إليه لم ... يخطر على قلبي الشآم
غاض الندى الفياض عن ... راجيه [4] واشتد الأوام
وتفرقت تلك الجموع ... وقوضت تلك الخيام
عجبا لمن يغتر بالدنيا ... وليس لها دوام
عقبي مسرتها الأسى ... وعقيب صحتها السقام
ما مت وحدك يوم مت ... وانما مات الأنام
يأبى لي الإحسان ان ... أنساك والشيم الكرام
[1] في الأصل: «الحبري» .
[2] هذا البيت ساقط من ص، ت. [3] في الأصل: «الرتوت» . [4] في الأصل: «راحته» .
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 18 صفحه : 170