responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 54
حتى لا يتطرق بعضنا إلى بعض، وأراسل السلطان بما رأيته، فإنه على نية اللحاق بنا، ولا شك في وصوله إلى النعمانية، وما نخالفك على شيء تراه.
وما في الرجلين إلا من قصد خديعة صاحبه، فأما ابن مزيد: فإنه أراد المدافعة بالحال لتحققه [1] بانحدار السلطان حتى يبعد عنه السرية فيصعد إلى البرية إلى حيث يأمن إلى حلته وعشيرته، ويدبر أمر انفصاله عن البساسيري. وأما أنوشروان: فأراد أن يبعد عن القوم ليفسح لهم طريق الانصراف فإذا رحلوا تبعهم وأكب عليهم وهم مشتغلون بالرحلة عن الحرب. [2] وعاد ابن مزيد فأخبر البساسيري بما جرى، فرد التدبير إليه وقال: الأمر أمرك، وتأهبت السرية واستظهرت بأخذ العلوفة، ورحل البساسيري وابن مزيد يوم الثلاثاء حادي عشر ذي الحجة والأتراك يراصدونهم، فلما أبعدوا عن أعينهم تبعوهم فحاربوهم، فثبت البساسيري وجماعته، وأسرع ابن مزيد إلى أوائل الظعن ليحطه ويرد 29/ ب العرب إلى القتال، فلم يقبلوا منه، وأسر منصور، وبدران، وجماعة/ أولاد ابن مزيد، وانهزم البساسيري على فرسه فلم ينجه، وضرب فرسه بنشابة فرمته [إلى] [3] الأرض، وأدركه بعض الغلمان فضربه ضربة على وجهه ولم يعرفه، وأسره كمشتكين دواتي عميد الملك، وحز رأسه وحمله إلى السلطان، وساق الترك الظعن، وأخذت أموال عظيمة عجزوا عن حملها، وهلك من البغداديين الذين كانوا معهم خلق كثير، وأخذت أموالهم، وتبددوا في البراري والآجام، وأخذت العرب من سلم.
وقد ذكرنا أن أصحاب البساسيري دخلوا إلى بغداد في اليوم السادس من ذي القعدة وخرجوا منها في سادس ذي القعدة، وكان ملكهم سنة كاملة، واتفق إخراج الخليفة من داره يوم الثلاثاء [ثامن عشر كانون الثاني، ومقتل البساسيري يوم الثلاثاء] [4] ثامن عشر كانون الثاني من السنة الآتية [5] ، وهذا من الاتفاقات الظريفة.

[1] في الأصل: «ليحققه» .
[2] «فإذا رحلوا تبعهم وأكب عليهم وهم مشتغلون بالرحلة عن الحرب» سقط من ص.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل: «الماضية» .
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست