نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 400
مثل النعاج خمولا في بيوتهم ... حتى إذا آمنوا ألفيتهم أسدا
وداو داءك والأدواء ممكنة ... وإذ طبيبك قد ألقى عَلَيْكَ يدا [1]
وأعط الخليفة ما يرضيه منك ولا ... تمنعه مالا ولا أهلا ولا ولدا
واردد أخا يشكر ردا يكون له ... ردا من السوء لا تشمت به أحدا
قَالَ: فأخذت الكتاب وصرت إليه، فلما نظر فيه رمى به إلى، ثم قَالَ: يا أخا بني يشكر [2] ، ما بآراء النساء تتم الدول [3] ، ولا بعقولهن يساس الملك، ارجع إلى صاحبك.
فرجعت إلى المعتضد فأخبرته الخبر، فأخذ الكتاب فقرأه فأعجبه شعرها وعقلها، ثم قَالَ: إني لأرجو أن اشفعها في كثير من القوم.
فلما كان من فتح آمد ما كان أرسل إلى المعتضد فقال: هل عندك علم من تلك المرأة؟ قلت: لا! قَالَ: فامض مع هذا الخادم فانك ستجدها في جملة نسائها، فمضيت فلما بصرت بي من بعد أسفرت عن وجهها، وجعلت تقول:
148/
أريب الزمان وصرفه ... وعناده كشف القناعا/
واذل بعد العز منا ... الصعب والبطل الشجاعا
ولكم نصحت فما أطعت ... وكم حرصت بأن أطاعا
فأبى بنا المقدور [4] إلا ... أن نقسم أو نباعا
يا ليت شعري هل نرى ... من بعد فرقتنا [5] اجتماعا
ثم بكت حتى علا صوتها، وضربت بيدها على الأخرى، وقالت: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، كأني والله كنت أرى ما أنا فيه [6] ، فقلت لها إن أمير المؤمنين وجه بي إليك وما
[1] في الأصل، ص، ك: «قد ألقى إليك يدا» . [2] في الأصل، ص، ك: «يا أخا يشكر» . بإسقاط. «بني» . [3] في ك: «تتم الدولة» . [4] في ت: «فأبى بنا المقدار» ، وكذا في ك، وما أوردناه من ص. [5] في ص، ك، والمطبوعة: «أبدا لفرقتنا» . [6] في ك: «كنت أرى ما أرى» . وكذا في ت، والأصل.
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 400