responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام نویسنده : شفيق جاسر أحمد محمود    جلد : 1  صفحه : 116
مقتل السلطان تورانشاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب:
لم يكن تورانشاه بالشخص المناسب فكان سيئ التدبير غير مستقيم الأخلاق، مفتقرا للمعارف والأنصار من المماليك والمصريين على السواء، لأنه قضى معظم حياته في حصن كيفا، وقد وصفه ابن الجوزي بأنه "كان سيئ التدبير والسلوك ذا هوج وخفة"[5].
وقد دفعه ندماؤه الذين كانوا لا ينفكون عن تذكيره بأنه ليس ملكا إلا بالاسم، وأن السلطة الفعلية بيد زوجة أبيه شجر الدر والمماليك[6]، إلى الإساءة للمماليك الذين عليهم جل اعتماده، كبيبرس وأقطاي ورفاقهم، فأبغضوه وصاروا يخشون غدره ويتحينون فرصة القضاء عليه[7].

[5] ابن الجوزي، مرآة الزمان حوادث سنة 648هـ (1250م) .
[6] أبو الفداء، تاريخ مختصر الدول، ص: 454- 455.
[7] المقريزى، السلوك: [1]/ 358- 359. أبو المحاسن، النجوم:6/ 37.
وعندئذ حاول التسلل ليلا والانسحاب تحت جنح الظلم، فلم تفلح حيلته، حيث إن المسلمين قد علموا بالأمر فاستعدوا لإفشاله وطاردوا الصليبيين حتى فارسكور[1]، وقتلوا منهم خلقا كثيراً بلغ أكثر من ثلاثين ألفا[2]، وسقط الملك نفسه أسيرا، فسجنه المسلمون في دار ابن لقمان بالمنصورة، وكلفوا الطواشي صبيح بحراسته.
وظل الملك لويس التاسع في أسره حتى أخلى المسلمون سبيله مقابل انسحاب الصليبيين من دمياط ودفع مبلغ طائل من المال فدية لنفسه وتعويضا للمسلمين عما خسروه في هذه الحرب، ومقابل إطلاق أسرى المسلمين في مصر والشام وإطلاق سراح أسر ى الصليبين وغير ذلك مما سنذكره في حينه[3].
وبذلك تم فشل هذه الحملة المسعورة وذلك بفضل الله، ثم فرسان المماليك كاقطاي وبيبرس الذين سماهم ابن واصل (داوية الإسلام) [4] إعجابا منه بشجاعتهم.

[1] قرية قرب دمياط من كور الدقهلية. (ياقوت/ معجم البلدان: 6/327) .
[2] المقريزي، السلوك، جـ1 ق2 ص357. أبو الفداء، المختصر: 6/85.
[3] انظر: د. جوزيف نسيم يوسف، العدوان الصليبي على مصر ص:216 حاشية، الطبعة الأولى، 1981م، دار النهضة العربية، بيروت. Davis. E.j.: invasion of Egypt in a.d. 1249 (a.h.647) . by Louis ix of France (st. Louis) (London 1897) p.58.
[4] ابن واصل، مفرج الكروب: 2/370، نسبة إلى فرقة فرسان الداوية الصليبية التي اشتهرت بشجاعتها في قتالها للمسلمين ويعرفون أيضا بفرسان المعبد، تأسست جماعتهم عام 1118م، وهم من الرهبان المشهورين بالشجاعة. King: the knights of hospitallers. P. 303.
نام کتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام نویسنده : شفيق جاسر أحمد محمود    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست