responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 9
البوادي. ويرتبط حجم هذه المستوطنات، بسعة ماء المكان وبعدد بيوت القبيلة النازلة به، فإن كان الماء قليلًا، قل عدد خيامها، وإن كان غزيرًا، كثر عددها. واتسعت رقعة المضارب اتساعًا بتناسب مع كفاءة ذلك الماء وما على الأرض من رزق تعيش إبلهم عليه.

بيوت أهل المدر:
أما أهل القرى والمدن، أي أهل المدر، وهم المستقرون وشبه المستقرين، فإنهم يقيمون في بيوت ثابتة أو شبه ثابتة. وهي تتفاوت بالطبع بتفاوت منازل ودرجات أصحابها. فربّ بيت يكون من خيمة أو من أغصان شجر وعيدان وجريد، ويقال له: "العنة". وقد قيل: إن العنة الخيمة تتخذ من أغصان الشجر[1].
وقيل: البيت يعمل من الخشب[2]. وربّ بيت يكون من طين، ويسقف بجريد أو بأغصان أو بحصير يطين أيضًا. ويختلف حجم مثل هذا البيت باختلاف حجم العائلة. وقد يبنى البيت باللبن وهو الغالب، وتكون حالة أصحابها أحسن من حالة أصحاب بيوت الطين.
وكنتيجة لتيسر مواد البناء في العربية الجنوبية، ظهرت مدن لا نجد لها مثيلًا في أنحاء أخرى من جزيرة العرب. مدن كبيرة بيوتها ثابتة وبعضها ذو جملة طوابق، تحاط بأسوار عالية وأبراج وحصون يأوي فيها المدافعون. وقد تمكن المنقبون من التنقيب في بعض خرائبها ومن وضع مخططات لبعض شعابها أو مخططات عامة مبدئية للمدينة كلها وللسور الذي كان يحتضنها.
والقرية في نظر علماء العربية لفظة يمانية الأصل. يقولون: إنها المصر الجامع، وكل مكان اتصلت به الأبنية واتخذ قرارًا. وتقع على المدن وغيرها[3]. ولكن الأغلب أنها أصغر حجمًا من المدن. وأنها تكون غير مسورة. فإذا أحاط بها "سور" صارت مدينة. وذلك على نحو ما نفهم من نصوص الجاهليين ومن

[1] الاشتقاق "ص312".
[2] المعاني الكبير "2/ 1121".
[3] تاج العروس "10/ 290"، "قرى".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست