responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 66
وعند العرب أكلات تعير بها من يأكلها، منها "السخينة"، وهي تتخذ من الدقيق، دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء، وإنما يأكلونها في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال. والظاهر أنها كانت أكلة معروفة عند قريش خاصة، لذلك عُيّرت بها. وقد عَيَّرها "حسان بن ثابت" بها، فدعاها "سخينة"1، كما سماها بهذه التسمية كعب[2].
وقد مازح "معاوية" "الأحنف بن قيس"، فقال: ما الشيء المُلفَفُ في البجاد؟ قال: هو السخينة يا أمير المؤمنين[3]. وإنما أراد معاوية قول الشاعر:
إذا ما مات ميّت من تميم ... فسرك أن يعيش فجئ بزاد
بخبز أو بتَمر أو بسمن ... أو الشيء الملفف في البجاد
تراه يطوف في الآفاق حرصًا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد
وكان الأحنف من تميم، وإنما أراد الأحنف بالسخينة رمي قوم معاوية بالبخل، لأنهم كانوا يقتصرون عليها عند غلاء السعر حتى صار هذا اللفظ لقبًا لقريش[4].
والشواء هو الطريقة الشائعة بين الأعراب وأهل الريف في طبخ اللحوم. فهو وطريقته سهلة: توقد نار، ثم يوضع اللحم عليها، ومتى نضج أُكل. فكان أهل الوبر إذا اصطادوا أو ذبحوا لضيف، أوقدوا نارًا، واشتووا اللحم وأكلوه.
ونجد في قصص أجواد العرب، مثل حاتم، أنهم كانوا ينحرون الإبل أو يذبحون فرسًا، ثم يوقدون نارًا فيشوون اللحم عليها. ويدعى الناس إلى الأكل، فإذا فرغوا منه، مَشوا أيديهم بكل ما يكون أمامهم، حتى أعراف الجياد. كما نجد ذلك في شعر لامرئ القيس5.
وللعرب أواني استخدموها لتقديم الطعام بها إلى الضيوف. منها: الفيخة والصحفة، وهي تشبع الرجل، ولمكتلة تشبع الرجلين والثلاثة، والقصعة تشبع

1
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
اللسان "13/ 206"، "سخن"، تاج العروس "9/ 232"، "سخن"، ونسب.
[2] هذا الشعر إلى "كعب بن مالك"، بلوغ الأرب "1/ 382".
[3] اللسان "13/ 206"، "سخن"، تاج العروس "9/ 232"، "سخن".
[4] بلوغ الأرب "1/ 382".
5
نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
الثعالبي، ثمار "219".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست