responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 47
أملاك بها وبساتين استغلوها. ومنهم من كان يذهب إلى بلاد الشام للاتجار ولتمضية الصيف هناك.
وكان في جملة ما ابتكره الجاهليون لقطع الوقت "الأغلوطات"، وهي صعاب المسائل، فيطرح سائل ما سؤالًا عويصًا على المستمعين، ويطلب منهم أن يعملوا فكرهم لحلّه، وقد ورد في الأخبار أن الرسول نهى عن "الأغلوطات"[1]. وقيل: "الغلوطات". وهي الكلام الذي يغلط فيه ويغالط به[2].
وكان تناشد الشعر والتساجل فيه من جملة الأمور التي أمضوا أوقاتهم بها.
فكان أحدهم يطارح صاحبًا له أو جملة أصحاب له الشعر، وقد يجتمع الأصدقاء حولهم ليروا الفائز من المتبارين. والفائز هو من يبز غيره في الحفظ، إذ يبقى يطارح أصحابه ما يحفظ حتى يعجزهم، فيغلبهم ويكسب الفوز. وقد يكون ذلك برهن يعطى للغالب، وقد يكون بغير رهن. والمساجلة المباراة والمفاخرة في الأصل، بأن يصنع كل من المتبارين صنعه في شيء فمن بقي وبز صاحبه غلبه.
وهكذا تكون في الشعر، فمن يثبت يكسب المساجلة[3].

[1] العقد الفريد "[2]/ 225"، تاج العروس "5/ 193"، "غلط".
[2] اللسان "7/ 363".
[3] تاج العروس "7/ 370"، "سجل".
اللباس:
جاء في بعض الأخبار: "كل ما شئت والبس ما شئت"[1]. ولكن الشائع بين الناس "كل ما شئت والبس ما يشتهي الناس"، ذلك لأن اللباس مظهر، وعلى الإنسان أن يظهر في خير مظهر أمام الناس. وقد ورد أن العرب تلبس لكل حالة لبوسها[2]. وينطبق ذلك على السراة وذوي اليسار والثراء بالطبع، أما سواد الناس، فلم يكن من السهل عليهم الحصول على اللباس. إذ كان غاليًا مرتفع الثمن بالنسبة لأوضاعهم الاقتصادية. فكانوا يسترون أجسامهم بأسمال بالية وبكل ما يمكن أن يستر الجسم به.
وكسوة العرب، تختلف وتتباين، باختلاف الشخص وباختلاف الجماعة التي

[1] إرشاد الساري "8/ 417"، عيون الأخبار "1/ 296"، "باب اللباس".
[2] اللسان "6/ 202 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست