responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 32
اليهود الحمامات العامة، وإنما تعلموها من الروم والرومان. وكانوا يستحمون في المياه الجارية وفي البيوت[1]. وقد ورد أن الرسول لم يدخل حمامًا قط، ولم يصح في الحمام حديث[2]. مما يدل على أن الحمام العام لم يكن شائعًا في أيامه. فكان الرسول يغسل جسمه في بيته. وإذا وجد الحمام العام فلم يكن الأغنياء وذوو اليسار وأهل البيوت يقصدونه، إذْ كانوا يرون أن في تعري الرجل من ملابسه أمام الغرباء زراية ومنقصة، وأن في مخالطة الناس والاغتسال معهم في حمام، مثلبة ودلالة على نقص في البيت. فاستحموا في بيوتهم.
وقد قام السدر في الحجاز مقام الصابون في الاغتسال، فكانوا إذا أرادوا تنظيف أجسامهم استعملوا ورق السدر مع الماء، فيخرج له رغاء أبيض، وذلك بعد طحن الورق أو دقه. وقد جرت العادة بغسل الميت به. وذكر أن الرسول أمر قيس بن عاصم بأن يغتسل بالماء والسدر[3].
وعندما تغتسل المرأة، تغسل رأسها بالخطمي والطين الحرّ والأشنان ونحوه.
ثم تمشط شعرها. وقد تستعمل المرأة المتمكنة ورق الآس يطرى بأفاويه من الطيب لتمشيط شعرها به[4].
ونظرًا لقلة وجود الماء في البادية، اقتصدوا في استعماله كثيرًا، حتى أنهم لم يكونوا يشربون منه إلا قليلًا وعند الضرورة، وذلك خوفًا من الإسراف فيه، فينفد ويهلكون عطشًا، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لهم عدم غسل أجسامهم حتى صار عدم الاستحمام بالماء شبه عادة لهم. وقد أدى ذلك إلى توسخ أجسامهم وظهور رائحة الوسخ منهم. ورد في حديث "عائشة": "كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم، فيتأذى به الناس. فأمروا بالغسل"[5]. وكان منهم الفقراء من أهل الحضر كذلك، ممن لا يملكون بيتًا ولا يجدون لهم مكانًا يغسلون أجسادهم فيه. وكان من بينهم

[1] قاموس الكتاب المقدس "1/ 388". Hastings, P. 86
[2] زاد المعاد "44".
[3] الطبقات "7/ 36".
[4] تاج العروس "8/ 45"، "غسل".
[5] تاج العروس "2/ 148"، "روح".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست