responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 272
بيته، ليأتيه من يريد مقابلته من موظفين وكتبة ليقصوا عليه ما عندهم من أخبار وطلبات، وليملي عليهم ما يراه من أحكام وأوامر. وفي هذا البيت أيضًا يستقبل الضيوف وأعيان البلد وأصحاب الشكاوى والمراجعات. وفيها يقيم مع عائلته. فبيوت الحكام إذن، هي دور إقامة ودور حكم وقضاء بين الناس في آن واحد.
وأما ما ورد في روايات أهل الأخبار من أن ملوك الحيرة كانوا قد اتخذوا قصورهم مكانًا للنظر في أمور رعيتهم، ولاستقبال الرسل والوفود، وللاستماع إلى ظلامات الناس وشكاويهم، وأنهم كانوا قد أوكلوا أمر إدخال الرعية عليهم إلى حجاب معينين، لا يسمحون لأحد بالدخول على الملك إلا بعد أخذ إذن منه بذلك، فإنه يدل على أن ملوك الحيرة كانوا مثل ملوك العربية الجنوبية ومثل ملوك ذلك الوقت قد اتخذوا بيوتهم دارًا للحكم ودارًا للإقامة. وأن قصر الملك هو أيضًا دار الحكم بين الناس، والمشروع للأحكام.
وإذا أخذنا بما ورد في كتب أهل الأخبار من أن "دار الندوة" كانت مرجع أهل مكة في كل أمر من أمورهم صغر أم كبر، حتى أن "الجارية إذا حاضت أدخلت دار الندوة، ثم شق عليها بعض ولد عبد مناف بن عبد الدار درعها ثم درّعها إياه وانقلب بها إلى أهلها فحجبها. وكان عامر بن هاشم بن عبد مناف عبد الدار يسمى محيضًا"[1]، جاز لنا القول إن تلك الدار كانت دار حكومة.
إليها يرجع أهل مكة في منازعاتهم وفي خصوماتهم وفي أمور سامهم وحربهم.
وأن أبناء قصي كانوا قد وزعوا أعمالها بينهم على نحو ما سطره أهل الأخبار.
ولفظة "ديوان" من الألفاظ المستعملة في الجاهلية عند عرب العراق، ويذكر علماء اللغة أنها من الألفاظ المعربة عن الفارسية[2]. وقد كان للفرس دواوين في جملتها ديوان خاص للنظر في أمور العرب، واجبة النظر في صلات "كسرى" مع ملوك الحيرة وسادات القبائل. وليه "زيد" والد "عدي بن زيد العبادي"، فلما توفي "زيد" وليه ابنه من بعده، ثم وليه "زيد بن عدي بن زيد"، بعد مقتل والده على يد "النعمان بن المنذر". ولا استبعد وجود الدواوين في حكومة الحيرة. فقد كان لها كتّاب تولوا أمور ديوان المراسلة بين ملوك الحيرة

[1] الأزرقي "1/ 66"، "ما جاء في ولاية قصي بن كلاب البيت الحرام".
[2] اللسان "13/ 166 وما بعدها"، "دون"، تاج العروس "9/ 204"، "دون"، غرائب اللغة "229".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست