responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 210
ورأى أن الرسول قد استلبه ملكه1
وورد في الحديث أن الرسول: "شكا إلى سعد بن عبادة، عبد الله بن أُبي، فقال: اعف عنه، يا رسول الله، فقد كان اصطلح أهل البُحيرة، على أن يعصبوه العصابة. فلما جاء الله بالإسلام، شَرِق لذلك". ويعصبونه: معناه يسودونه ويملكونه، وكانوا يسمّون السيد المطاع معصبًا، لأنه يعصب بالتاج.
وفي ذلك قال عمرو بن كلثوم:
وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد عَصَّبُوهُ ... بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا
فجعل الملك معصبًا أيضًا، لأن التاج أحاط برأسه كالعصابة التي عصبت برأس لابسها. ويقال: اعتصب التاج على رأسه، إذا استكف به، ومنه قول قيس الرقيات:
يعتصب التاجُ فوق مفرقه ... على جبين كأنه الذهب2
ولا تؤدي لفظة "سموط" معنى "تاج"، بل ولا تبلغ في المنزلة منزلة "إكليل". و"السمط": الخيط ما دام الخرز أو اللؤلؤ منتظمًا فيه. وقد استعملت كلمة سموط في مقام التاج، للتعبير عن تاج ملوك الحيرة[3]، غير أنني أرى إن ذلك على سبيل التجوز، لا التخصيص. وقد ذكر علماء اللغة أن السمط يشد في العنق والجمع سموط[4].
ومن مظاهر الملك "السرير"، ويقال له: "العرش" كذلك. ويعبر بالسرير عن الملك والنعمة[5]. ويذكر أهل الأخبار أن أول من جلس على السرير من ملوك العرب "جذيمة الأبرش"، وهو أول من وقعت له السمعة من ملوك العرب، وأول من لبس الطوق[6]. وقد أشير في القرآن إلى عرش ملكة سبأ،

1 نهاية الأرب "16/ 356 وما بعدها".
2 اللسان "1/ 606"، "عصب".
[3] Rothstein, S. 129
[4] الاشتقاق "2/ 304"، اللسان "7/ 322"، "سمط".
[5] الاشتقاق "2/ 304"، اللسان "7/ 322"، "سمط".
[6] صبح الأعشى "1/ 416".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست