responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 202
سادة العرب هي العمائم الحمر[1].
وتعد الأسر الحاكمة التي ينشأ فيها عدد كبير من الملوك والحكام أسرًا عريقة في الشرف. وينظر إليها نظرة تقديم واحترام، لأنهم ورثوا المجد عن آبائهم أبًا بعد أب وينطبق ذلك على سادات القبائل الذين يرثون سيادتهم على قبائلهم أبًا عن جد، فإنهم يفتخرون بذلك على غيرهم، لأنهم ليسوا من أولئك الذين انتزعوا السيادة فصاروا سادة، على حين كان آباؤهم أو أجدادهم من الخاملين.
ويعبر عن السادة والأشراف بتعابير التعظيم والتفخيم، ومنها لفظة "ابعل" "أبعل"، أي سيد ورئيس. وهي لفظة استعملت للآلهة كذلك. استعملت بمعنى رب وإله. فورد "ود بعل"، و"عثتر بعل"، وهكذا.
وقد استعملت في النصوص القديمة خاصة.
ويقال للسادة: "أسود" "أسواد" في العربية الجنوبية، وهم السادة الأشراف[2].
وتقابل اللفظة لفظة سادات في عربيتنا. وهم سادة القوم وأشرافهم وأصحاب المنزلة والمكانة في المجتمع.
ويعد أعضاء الأسر المالكة في طليعة السادات، وهم في السيادة على حسب قربهم أو بعدهم من الملك، ويقدمون على هذا الأساس عند حضورهم إلى الملك وفي المواسم الرسمية. ولهم أرضون يستغلونها، ورقيق يخدمهم.
وكانوا يقولون: "هذا سيدنا"، و "انظروا إلى سيدكم"، و "جاء سيدنا"، تعبيرًا عن السيادة والرئاسة. وقد كره الرسول أن يقال له: "أنت سيد قريش"، و"أنت سيدنا"، كما كانوا يدعون رؤساءهم[3].

[1] ومنه قول المخبل الزبرقاني:
رأيتك هريت العمامة بعدما ... أراك زمانًا حاسرًا لم تعصب
وهو مأخوذ من العصابة، وهي العمامة. وكانت التيجان للملوك والعمائم الحمر للعرب. ورجل معصب ومعمم، أي: مسود. قال عمرو بن كلثوم:
وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد عَصَّبوه ... بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا
فجعل الملك معصبًا أيضًا، لأن التاج أحاط برأسه كالعصابة التي عصبت برأس لابسها. ويقال: اعتصب التاج على رأسه، إذا استكف به. ومنه قول ابن قيس الرقيات:
يَعتصبُ التاجُ فَوقَ مَفرِقِهِ ... عَلى جَبينٍ كَأَنَّهُ الذَهَبُ
وكانوا يسمون السيد المطاع معصبًا، لأنه يعصب بالتاج، أو يعصب به أمور الناس، أي ترد إليه وتدار به. والعمائم تيجان العرب، تاج العروس "1/ 385" "عصب"، اللسان "3/ 228 وما بعدها"، "سود"، تاج العروس "2/ 384"، روح المعاني "3/ 130 وما بعدها"، تفسير الطبري "3/ 72، 254 وما بعدها".
[2] راجع النصوص.
[3] ابن الأثير، النهاية "2/ 189 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست