responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 175
لفقرهم وبساطة معيشتهم. وقد عثر في مقابر أهل العربية الجنوبية مثل اليمن وحضرموت على حليّ وأحجار نفيسة وأمثال ذلك مما دفنه أهل تلك البلاد مع موتاهم، ليتزينوا بها في العالم الثاني.
وتؤيد روايات أهل الأخبار عن فتح القبور في الإسلام بحثًا عن الغنى والمال، ما ذكرته من احتمال وجود رأي عند عرب ما قبل الإسلام، بأن الميت سيحتاج إلى هذه الأشياء التي دفنت معه، وأنه سيستفيد منها في عالمه الثاني الذي رحل إليه. ولكني لا أستبعد احتمالًا آخر، قد يكون أهل الجاهلية قصدوه من دفن الذهب والفضة من حلي أو سبائك أو صفائح مكتوبة مع الميت، هو رغبة أهل الميت في إظهار شعور الود والمحبة نحو ذلك الميت، بدفن تلك النفائس العزيزة معه، لإظهار أنهم لا يبالون بها بعد فقدهم عزيزهم الميت، وأنهم يريدون دفن كنوزه معه، تعففًا عنها وازدراء بها وقد ورد في بعض الأخبار أن امرأة ماتت، فدفنوها مع متاعها[1].
ولصيانة القبر وبقائه على حاله أهمية كبيرة عند الجاهليين، تتجلى في الجمل التي دونوها على شواخص قبورهم، هذه الشواخص التي عثر عليها السياح والباحثون في مواضع متعددة من جزيرة العرب، وهي تطلب إلى الآلهة بأن تنزل الآلام والأمراض والعاهات بمن يتجاسر فينقل شاخص القبر من مكانه، أو يكسره ويأخذه ليستعمله، أو ما شاكل ذلك[2]. وجملة "عور لذ عور سفر" أي: "عور للذي يعور الشاخص"، أو جملة "وعور دشر وخبل"، أي: عمى وجنون "خبل" من الإله "ذو الشرى"، على من يحوّر هذا الشاخص ويغيره أو يأخذه ويغيره لغرض ما[3]، وأمثالها، هي من العبارات المألوفة التي نقرأها بكثرة على شواخص القبور.
ومن الطبيعي أن نجد هذه العبارات وعبارات أخرى أشد منها مدونة على تلك الشواخص، راجية من الآلهة أن تنزل عقابها على من يحاول التطاول على حرمة

[1] اللسان "12/ 484"، "صادر"، "قشم".
[2] South Arabian Inscriptions, p. 53, Annual of the Department of Antiquities of Jordan, vol. II, 1953, p. 33
[3] Annual of the Departmenf of Antiquities of Jordan, vol. I, 1951, P. 27
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست