responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 233
ويرى أن العم مقام الوالد. ولما كان الوالد هو الأصل في النسب عند الجاهليين، وهو الولي وصاحب الحق الشرعي الأول في ولده، يكون هذا الحق في إخواته بعد وفاته. كما أننا نجد أن بعض الأولاد كانوا ينزعون إلى أعمامهم أكثر من نزوعهم إلى أخوالهم. وموضوع نزع العرق عند العرب، اعتباري اصطلاحي بالطبع، يمثل وجهة نظرهم في النسب، ولا يقوم على أسس "بيولوجية" أي من ناحية أثر الدم وانتقال الخصائص الدموية من الوالد، أو من الأم إلى الولد. وهو موضوع علمي، يختلف عن هذه النظرة الاعتبارية، حيث إنه يقوم على الدراسات العلمية، ولا يأخذ بالاعتبارات والآراء المبنية على اعتبارات أهل النسب في خصائص الولد.
والظاهر أن الوئام لم يكن واقعًا دائما بين أبناء العم، إذ نجد أن الخصومات طالما كانت تحدث بينهم. ولعل ذلك بسبب ما ألقاه المجتمع على عاتق العم من تبعات أولاد إخوته حين وفاة الأخ، فإنه يكون بحسب العرف القبلي الوصي الشرعي على أولاد المتوفى، وله حق في إرثه بحسب قانون "العصبة" عند وفاة الأخ عن بنات ومن غير أبناء، أو لطمع الأعمام في أموال اليتامى، إلى غير ذلك من أمور سببت حدوث خصومات أحيانًا بين الأعمام وبين أبناء الإخوة، أو بين أبناء الأعمام. ولعل هذه الخصومات هي التي جعلت "الجاحظ" يتصور أن أبناء العم محسودون[1].
ونجد العرب يقولون: "عرق فيه أعمامه وأخواله"[2]، فقدموا الأعمام على الأخوال، واعترفوا بأثر عرق الاثنين في الولد، من كرم أو لؤم، إذ يكون دس العرق في اللؤم والكرم[3].
ولاحظ العرب أن الأبوين قد يلدان ولدًا يكون لونه مغايرًا للونهما، فيحدث نزاعًا بين الرجل وزوجته في هذه الولادة الغريبة، وتتهم المرأة أحيانًَا باتصالها برجل غريب جاء منه هذا المولود، إلا أن منهم من أدرك "دس العرق" في هذه الولادة، واحتمال انتقال هذا اللون من آباء أحد الوالدين. وقد اختصم رجل

[1] كتاب فصل ما بين العداوة والحسد، من رسائل الجاحظ "1/ 344".
[2] تاج العروس "7/ 10"، "عرق".
[3] المصدر نفسه.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست