responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 195
وحارب الإسلام العصبية التي كانت من أهم سمات الجاهلية، والتي بقيت مع ذلك كامنة في نفوس الناس. عصبية القبائل وعصبية القرى والمواضع. من ذلك ما كان بين يمن وأهل مكة من نزاع، تحول إلى نزاع قحطان وعدنان. فعير أهل مكة اليمن بأنهم قيون، وأجابهم أهل اليمن بكلام غليظ شديد. هذا "أمية بن خلف" يهجو حسان بن ثابت بقوله:
أليس أبوك فينا كان قينًا ... لدى القينات فسلا في الحفاظ
يمانيًّا يظل يشدّ كيرًا ... وينفخ دائبًا لهب الشواظ1
وهذا "حسان" يجبيه ويرد عليه في شعر مطلعه:
أتاني عن أميّة زُورُ قولٍ ... وما هو في المغيب بذي حفاظ2
وطالما ظهرت هذه العصبية في أيام الرسول، بتنازغ الأنصار وقريش وتفاخرهم بعضهم على بعض. وذكر أن في جملة أسباب تحريم الخمر، أن رجلا من الأنصار صنع طعامًا، فدعا جمعًا من الأنصار وقريش، وشربوا الخمر حتىانتشوا، فتفاخرت الأنصار وقريش، فقالت الأنصار: نحن أفضل منكم. وقالت قريش نحن أفضل منكم، وتخاصموا، فبلغ ذلك الرسول، فنزل الأمر بتحريم الخمر[3].
وفي جملة ما نهى الإسلام عنه "دعوى الجاهلية" من التفاخر بالأحساب والأنساب والتباهي بالمال والبنين والأموات، وتحريم بعض الطعام والشراب والعادات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية على نحو ما رأينا فيما تقدم، وما سنراه فيما بعد.
وقد ترك المسلمون أمورًا كثيرة أخرى مما كان مستعملًا في الجاهلية، فمن ذلك تسميتهم للخراج إتاوة، وكقولهم للرشوة ولما يأخذه السلطان: الحُملان والمكس. وكما تركوا: أنعم صباحًا، وأنعم ظلامًا، وصاروا يقولون: كيف أصبحتم؟ وكيف أمسيتم؟ كما تركوا أن يقولوا للملك أو السيّد المطاع:

1 اللسان "7/ 446"، "شوظ".
2 تاج العروس "5/ 254"، "عكظ".
[3] تفسير الطبري "7/ 22".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست