responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 178
لمن ينتخيهم مع ترفع وتعزز[1]. فإذا نخي شخص، فعلى من انتخى إجابة داعي النخوة وإلا عدّ جبانًا وصار سبة للناس.
ولا يعني أن ما ذكرته كان يجب أن يتوفر حتمًا في رجل ليستحق أن يكون سيدًا. فقد رمي بعض الرؤساء بالبخل وبشدة الحرص وبإمساك يدهم، ووصف بعض السادات بالظلم وبالقسوة، ومع ذلك، فقد حكموا قبيلتهم وساد بعضهم وهم شُبّان، والعادة عند العرب أن الرئاسة للمسنّ، وإنما الذي ذكرته يمثل رأي ذوي الرأي في الرئيس المثالي الذي يعرف كيف يحكم قومه وكيف يوجه قبيلته. وهي ليست بالضرورة مؤهلات وصفات يجب أن تكون لازمة في الرجل الذي سيسود قومه، لقد ذكرت أن السيادة بالوراثة، وأن هذه الخلال إذا تحلى بها إنسان آخر من رجال القبيلة عدّ أيضا سيدًا من ساداتها، بمعنى أنه صار شريفًا مقدمًا فيها ووجهًا من وجوهها. تمامًا كما يكون لمدينة ما رئيس مدينة، يحكمها بصفة رسمية، ويكون لها في الوقت نفسه وجهاء وأشراف قد يكون من بينهم من هو أكثر ذكرًا وأعلى مكانة وأشرف منزلة من رئيس المدينة، ولكنه مع ذلك لا يمثل المدينة في الحفلات والمجتمعات، لأنه ليس برئيسها العامل المعين. وهكذا هو شأن تلك الخصال، خصال مثالية قد تتوفر في رئيس القبيلة، وقد لا تتوفر فيه، بل تتوفر في غيره من أبناء القبيلة ومن رؤساء فروعها، ليكون لهم السيادة والشرف فيها ويشار إليهم على أنهم سادة القبيلة، ولكنهم لا يعنون بذلك رئاسة فعلية، وإنما رئاسة شرف ومكانة وتقدير في مجتمع. ومن هنا نجد أهل الأخبار يذكرون أسماء جملة سادات، على أنهم سادات قبيلة واحدة وفي وقت واحد، فهم في الواقع سادات مجتمع وفروع قبيلة.

[1] الثعالبي، ثمار "161".
المدح والهجاء:
وللمدح والهجاء شأن كبير عند الجاهليين إذ كان الجاهليون يقيمون وزنًا كبيرًا للقيم المعنوية. فرب مدح يخلد الممدوح ويبقي ذكره، ورب هجاء يغض من شأن المهجو ويحط من اسمه. ونحن هذا اليوم نقرأ ما ورد عندهم من المدح، ونسمع أسماء الممدوحين وما حصلوا عليه من جاه وفخر بين الناس، ونقرأ ما ورد في ذم أناس وما قيل فيهم من ذمّ وقذع. ولولا الأهمية التي أعطاها الماضون للمدح وللهجاء لما بقي الذم والمديح حتى اليوم.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست