responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 175
وقد يعبر عن غاية الجود بقولهم: "هو جبان الكلب"، أي نهاية في الكرم وكثرته، لأنه لكثرة تردد الضيفان إليه يأنس كلبه فلا يهر أبدًا. قال حسان بن ثابت:
يُغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون من السواد المقبل1
ومن الجود والكرم: الرفادة. والرفد: العطاء وإعانة المحتاج. ومن ذلك ما فعلته قريش من "الرفادة"، حيث اتفقت أن يخرج كل إنسان مالًا بقدر طاقته، يشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فيجمعون من ذلك مالًا عظيمًا، فلا يزالون يطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج. وذكر أن "هاشم بن عبد مناف"، كان أول من قام بالرفادة، وأول من هشم الثريد، وقد سُمّي هاشمًا لهشمه الثريد[2].
وذكر علماء اللغة أن السخاء مراتب ثلاث: سخاء وجود وإيثار. فالسخاء إعطاء الأقل وإمساك الأكثر. والجود إعطاء الأكثر وإمساك الأقل، والإيثار إعطاء الكل من غير إمساك شيء. وهو أشرف درجات الكرم[3].
ويعبر عن السخاء ب "الندى". ويقال "هو ندي الكف"، إذا كان سخيًّا[4]. و "طلحة الندى"[5]، أي السخي الكريم.

1 تاج العروس "9/ 159"، "جبن".
[2] اللسان "3/ 181"، "صادر" "رفد".
[3] نهاية الأرب "3/ 204".
[4] تاج العروس "10/ 363"، "ندا".
[5] نسب قريش "237".
من شيم السادة:
ويعد حمل أثقال الديات من شيم السادة، إذ لم يكن من الممكن للأسر الفقيرة دفع دية القتلى حين توزع في العشيرة أو القبيلة، لذلك يحملها السادة عن الضعفاء. وقد مدح "حسان بن ثابت" "حكيم بن حزام من خويلد"، فكان مما مدحه به أنه "أنه حمال أثقال الديات"[1].

[1] البرقوقي "70".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست