responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 171
الذهب". وكان يجود على "أمية بن أبي الصلت"، ويقري أهل مكة ومن يأتي إليها، وله جفنة كبيرة يأكل منها الناس، ويصنع لهم "الفالوذج"، ولم يكن معروفًا قبله بمكة، فلما كان بالعراق. أكله واستذوقه، وجاء منه بطبّاخ ليطبخ له "الفالوذج". وهو من "بني تيم". وكان ممن حرم الخمر على نفسه بعد أن كان بها مغرى، لما رأى فيها من ضرر وإسفاف يلحق بشاربها. وذكر أنه لما كَبُرَ وهرِم، أراد قومه أن يمنعوه من تبذير ماله، ولاموه في العطاء، فكان يدعو الرجل، فإذا دنا منه، لطمه لطمة خفيفة، ثم يقول له: قم فانشد لطمتك واطلب ديتها، فإذا فعل، أعطته بنو تيم من مال ابن جُدعان[1]. وقد ضرب المثل بفالوذج ابن جُدعان في أطايب الأطعمة[2].
وقد عدّ في "مطعمي قريش"، وهم سادات قريش وأشرافها ممن كان يطعم الناس ويفتح بيته للضيوف، ولا يمنع جائعًا من دخول داره. كهاشم بن عبد مناف. وكانت له جفان يأكل منها القائم والراكب، إذا وقع في إحداها صبي غرق. فجرى بها المثل في العظم[3].
وللتعبير عن إسراف الأجواد في جودهم، وفي قراهم الضيوف، نعت أحدهم ب "مطعم الطير"، كناية عن كرمهم، وعن كثرة طعامهم المهيأ، حتى كانت الطيور تشارك الضيوف في أكل الزاد، وهو كثير. وقد نعت "حسان بن ثابت" عمه "خالد بن زيد" المعروف ب "ابن هند"، وهو من "بني النجّار"، ب "مطعم الطير"، كناية عن أنه كان ينحر الإبل للأضياف، فيأكل منها الناس والطير[4]. ونعتت "ليلى بنت الخَطِيم بن عدي بن عمرو"، وهي أخت الشاعر "قيس بن الخطيم" أباها بأنه "مطعم الطير ومباري الريح"، وذلك أمام الرسول[5].

[1] بلوغ الأرب "1/ 87 وما بعدها"، نهاية الأرب "3/ 217"، مجمع الأمثال "2/ 72"، الثعالبي، ثمار "672"، البيان والتبيين "3/ 124"، الأغاني "8/ 334"، نسب قريش "291".
[2] الثعالبي، ثمار "123"، الحيوان، للجاحظ "3/ 403"، عيون الأخبار "3/ 268".
[3] الثعالبي، ثمار "609"، البخلاء "210"، سمط النجوم، للعصامي "1/ 200".
[4] البرقوقي "117".
[5] المحبر "ص96".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 8  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست