responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 85
النصري" و"دريد بن الصمة"، و"مسعود بن معتب الثقفي" و"أبو عروة بن مسعود" و"عوف بن أبي حارثة المري" و"عباس بن رعل السلمي". واستعدت "قريش" ورؤساؤها "عبد الله بن جدعان"، و"هشام بن المغيرة"، و"حرب بن أمية" و"أبو أحيحة سعيد بن العاص"، و"عتبة بن ربيعة"، و"العاص بن وائل"، و"معمر بن حبيب الجمحي"، و"عكرمة بن هاشم"، وخرجوا متساندين, ويقال: بل أمرهم إلى عبد الله بن جدعان. فالتقوا فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن ضوى إليهم، ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس، فقتلوهم قتلا ذريعا, فاصطلحوا على أن عدوا القتلى، وردت قريش لقيس ما قتلت فضلًا عن قتلاهم، وانتهت الحرب. وقد شهد الرسول هذه الفجار، ورمى فيها بسهم، فكان يوم حضر ابن عشرين سنة، وكان الفجار بعد الفيل بعشرين سنة[1].
وأغلب حروب الفجار معارك ومناوشات، ولم تكن حروبًا بالمعنى المفهوم من كلمة "حرب". أما أهميتها وسبب اشتهارها فلوقوعها في شهور حرم, ولخروج المتحاربين فيها على سنة قريش ودينهم في تحريم القتال في هذه الشهور, ولهذا السبب حفظ ذكرها وجاء خبرها في كتب أهل الأخبار. وقد كان النصر فيها على كنانة وقريش في الغالب, وهو شيء مفهوم معقول؛ فقد كانت "قيس عيلان" كما كانت "هوازن" قبائل محاربة تعيش على الغزو والقتال، بينما كانت "قريش" قبيلة مستقرة اتخذت التجارة لها رزقًا، كما عاشت على الأرباح التي تجنيها من مجيء الأعراب إليها في مواسم الحج أو أيام العمرة ومن الامتيار من أسواقها. وقوم هذا شأنهم في حياتهم وفي تعاملهم, لا يمكن أن يميلوا إلى الغزو والقتال، بل كانوا يحبون حياة السلم والاستقرار؛ يشترون السلم ولو عن طريق ترضية الأعراب بتقديم الأموال لهم والهدايا والهبات؛ لذلك لم يصر رجالها رجال حروب وقتال، بل صاروا رجال سياسة ومساومة ومفاوضات تنتهي بنتائج طيبة بالنسبة لهم، لا يمكن أن يحصلوا عليها من القتال.
وقد رأس "الزبير بن عبد المطلب" بني هاشم، غير أن رئاسته هذه

[1] ابن سعد، طبقات "1/ 128"، السيرة الحلبية "1/ 152".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست