responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 67
وذلك أن قريشًا كانوا تجارًا, ولكن تجارتهم -كما يقول أهل الأخبار- لم تكن تتجاوز مكة، إنما تقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها منهم، ثم يتبايعونها بينهم، ويبيعونها على من حولهم من العرب. فكانوا كذلك حتى ركب هاشم بن عبد مناف إلى الشام، فكان يذبح كل يوم شاة, ويصنع جفنة ثريد ويجمع من حوله فيأكلون. وكان هاشم من أجمل الناس وأتمهم، فذكر ذلك لقيصر، فدعا به فلما رآه وكلمه، أعجب به, فكان يبعث إليه في كل يوم، فيدخل عليه ويحادثه, فلما رأى نفسه تمكن عنده، قال له: أيها الملك, إن قومي تجار العرب، فإن رأيت أن تكتب لي كتابًا تؤمن تجارتهم, فيقدموا عليك بما يستطرف من أدم الحجاز وثيابه، فتباع عندكم، فهو أرخص عليكم, فكتب له كتاب أمان لمن يقدم منهم. فأقبل هاشم بذلك الكتاب، فجعل كلما مر بحي من العرب بطريقه إلى مكة، عقد معهم عقدًا على أن تقدم قريش إليهم ما يرضيهم من بضائع وهدايا تؤلف بينهم وبين قريش، فكان الإيلاف. فلما وصل إلى مكة, كان هذا الإيلاف أعظم ما جاء به هاشم إلى قريش، فخرجوا بتجارة عظيمة، وخرج هاشم معهم يجوزهم, يوفيهم إيلافهم الذي أخذ من العرب, حتى أوردهم الشام، وأحلهم قراها، فكان ذلك بدء إيلاف قريش[1].
وذكر أن متجر "هاشم" كان إلى بلاد الشام[2], ويصل بتجارته إلى "غزة" وناحيتها، وربما توغل نحو الشمال، حتى زعم بعض أهل الأخبار أنه كان ربما بلغ "أنقرة" "فيدخل على قيصر فيكرمه ويحبوه"[3]. ويجب علينا ألا نتصور دائما أن أي "قيصر" يرد ذكره في أخبار أهل الأخبار، هو قيصر الروم حقا، بل هو أحد عماله في الغالب، وأحد الموظفين الروم في بلاد الشام. وربما أخذوا اسم "أنقرة" من قصة للشاعر امرئ القيس، فأدخلوها في قصة "هاشم", فلم تكن "أنقرة" مقرًّا

[1] القالي، ذيل الأمالي والنوادر "ص199", الثعالبي, ثمار القلوب "1/ 8 وما بعدها",
Caetani, Annali, i, 109, "90", M.J. Kister, P. 116.
[2] المحبر "162".
[3] ابن سعد، الطبقات "1/ 75 وما بعدها", نهاية الأرب "16/ 33", البلاذري, أنساب "1/ 58".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست