نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 61
وتذكر بعض الروايات أن "آل عبد مناف" قد كثروا، وقلَّ "آل عبد الدار"، فأرادوا انتزاع الحجابة من "بني عبد الدار", فاختلفت في ذلك قريش، فكانت طائفة مع "بني عبد الدار" وطائفة مع "بني عبد مناف"، فأخرجت "أم حكيم البيضاء" توءمة أبي رسول الله، جفنة فيها طيب، فوضعتها في الحجر، فقالت: من كان منا فليدخل يده في هذا الطيب, فأدخلت عبد مناف أيديها, وبنو أسد بن عبد العزى، وبنو زهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا المطيبين. فعمدت بنو سهم بن عمرو فنحرت جزورًا، وقالوا: من كان منا، فليدخل يده في هذه الجزور، فأدخلت أيديها عبد الدار, وسهم، وجمح، ومخزوم، وعدي، فسُميت الأحلاف، وقام الأسود بن حارثة بن نضلة، فأدخل يده في الدم، ثم لعقها، فلعقت بنو عدي كلها بأيديها، فسموا لعقة الدم[1].
وتذكر رواية أن "بني عبد مناف" اقترعوا على الرفادة والسقاية فصارتا إلى "هاشم بن عبد مناف"، ثم صارتا بعده إلى "المطلب بن عبد مناف" بوصية, ثم لعبد المطلب، ثم للزبير بن عبد المطلب، ثم لأبي طالب, ولم يكن له مال، فاستدان من أخيه العباس بن عبد المطلب عشرة آلاف درهم، فأنفقها، فلما لم يتمكن من رد المبلغ تنازل عن الرفادة والسقاية إلى "العباس", وأبرأ أبا طالب مما له عليه[2].
وتذكر رواية أخرى، أن هاشمًا وعبد شمس والمطلب ونوفلًا بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي "بني عبد الدار" مما كان قصي جعل إلى "عبد الدار" من الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة، ورأوا أنهم أحق بها منهم، فأبت "بنو عبد الدار"، فعقد كل قوم على أمرهم حلفا مؤكدا على ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا. وعرف حلف "بني عبد مناف" بحلف المطيبين, وعرف حلف "بني عبد الدار" بحلف الأحلاف ولعقة الدم. ثم تداعوا إلى الصلح، على أن تكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبد الدار، وأن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة[3]. وولي هاشم بن عبد مناف السقاية [1] نسب قريش "383". [2] البلاذري، أنساب "1/ 57". [3] ابن سعد، طبقات "1/ 77".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 61