نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 390
حقيقيًّا من اقتران والد بأم. فنحن نعلم في هذا اليوم ومن قراءاتنا للكتابات الجاهلية، ومن نقدنا وغربلتنا لأخبار أهل الأخبار ولروايات أهل الأنساب، أن التآخي هو في الواقع جوار، ونزول قبيلة بجوار قبيلة أخرى، أو نتيجة حلف تآخت قبائله واتحدت، فعد تآخيًا بالمعنى المفهوم من الأخوة, أو حاصل تضخم قبيلة لم تعد أرضها يتسع صدرها لها، فاضطرت عشائرها وبطونها إلى التنقل والارتحال إلى مواطن جديدة، وعدت نفسها لذلك من نسل تلك القبيلة التي كانت تعيش معها، فعد ذلك أهل الأنساب نسبًا حقيقيًّا بالمعنى المفهوم من النسب عندنا.
وقد تضطر بعض القبائل إلى ترك مواطنها والارتحال عنها؛ بسبب غزو قبيلة أقوى منها لها، فتنزل بين قبيلة جديدة وتتحالف معها، أو تقهرها على النزول بأرضها. وفي كتب أهل الأنساب والأخبار أمثلة عديدة على ذلك, فتتداخل أنسابها، ويتولد من ذلك نسب جديد. من ذلك، ما يرويه أهل الأنساب عن "عك" وهو أخو "معد" على زعم أهل النسب، فلما حارب "بختنصر" "عدنان", والد "معد" و"عك"، هاجر أبناء "عك" نحو الجنوب فرارًا من "بختنصر" وأقاموا في اليمن، فدخل نسبهم في اليمن، وعدهم بعض أهل الأنساب من قحطان. ومن ذلك قضاعة وقبائل عديدة.
الهجن:
وتزوج العرب من الإماء, وذلك أن من الإماء من كانت جميلة الصورة حلوة المنظر والكلام؛ ولهذا تزوج ساداتهن منهن، فوُلد لهم نسل، قيل للواحد منه: الهجين. والهجين: ولد العربي من غير العربية، وقيل له ذلك؛ لأن الغالب على ألوان العرب الأدمة[1]. ويقال للزواج الذي يقع بين عربي وأعجمية: "مهاجنة", وقد عابته العرب وعدت الهجين دون العربي الصريح، لوجود دم أعجمي فيه. والأعاجم هم، مهما كانوا عليه من منزلة، دون العرب في نظر العرب[2].
ويظهر من تعريف علماء اللغة للفظة "الهجين"، أنها خصصت بمن يولد [1] اللسان "أ/ د/ م"، "13/ 431". [2] اللسان "أ/ د/ م"، "13/ 431".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 390