نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 248
مدين" وكذلك النبط، ذهبوا إلى أنها من نسل "مدين" أو من بقايا "النبط"[1].
ومن المستشرقين من يرى أن "بني النضير" هم فرع من جذام، دخلوا في دين يهود، ودليلهم على ذلك انتشار اليهودية بين بعض بطون جذام التي تقع منازلها على مقربة من "يثرب", وكانت النصرانية قد وجدت لها سبيلًا بين جذام، وذلك باتصالها ببلاد الشام ومصر. وقد كانت مع "المستعربة" أي: النصارى العرب, تحارب المسلمين مع الروم في حروب بلاد الشام[2].
وفي أرض جذام موضع يقال له "السلاسل"، وقعت غزوة عرفت بـ"ذات السلاسل". وقد قام بها "عمرو بن العاص"، وكان الرسول قد بعثه إلى أرض "بلي" و"عذرة" يستنفر الناس إلى الشام[3].
ومن جذام "رفاعة بن زيد الجذامي" ثم "الضُّبيبي"، وكان قد قدم إلى الرسول فأسلم، وكتب الرسول له كتابًا، وذهب إلى قومه ونزل الحرة: حرة الرجلاء[4], و"ضبيب" بطن من جذام. ولما أغار "الهُنيد بن عوص"، وهو من "الضليع"، بطن من جذام على "دحية بن خليفة الكلبي"، حين قدومه من بلاد الشام، وكان رسول الله بعثه إلى "قيصر" صاحب الروم ومعه تجارة له، فأصاب كل شيء كان مع "دحية" -نَفَرَ "رفاعة" وقومه ممن أسلم إلى "الهنيد"، فاستنقذوا ما كان في يده، فردوه على "دحية"، وكان المعتدون يقيمون بحسمى[5].
ومن "جذام" "زنباع بن روح بن سلامة بن حُداد بن حديدة"، وكان عَشَّارًا، مر به "عمر بن الخطاب" في الجاهلية تاجرًا إلى الشام، فأساء إليه في اجتيازه وأخذ مكسه، فقال "عمر" فيه شعرًا يتوعده ويهجوه، فبلغ ذلك "زنباعًا" فجهز جيشًا لغزو مكة، فنُهي عن ذلك وأشير عليه بعدم تمكنه منها، فكف عنها[6]. [1] Ency., I, P. 1058. [2] Ency., I, P. 1058. [3] الطبري "3/ 32". [4] الطبري "3/ 140"، "قدوم رفاعة بن زيد الجذامي". [5] نهاية الأرب "17/ 207". [6] بلوغ الأرب "1/ 361 وما بعدها"، الاشتقاق "225".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 248