نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 147
حبشية ترعى غنمًا, فأراد قتلها ليستولي على ماشيتها، فارتابت منه، وأخبرته بأن يصعد إلى الجبل، فيستجير بـ"عامر بن الظرب العدواني" فإنه سيجيره ويغنيه، ويربح أكثر من ربحه من استيلائه على هذه الغنم، فذهب إليه، وأجاره، وأغناه، وأنزله عنده، وزوجه ابنة له، وبقي مقيمًا في الطائف، وتكاثر ولده، حتى زاحموا بني عامر، وتلاحيا ثم اقتتلا، فتغلبت ثقيف على بني عامر، واستولت على الطائف[1].
ويذكر هؤلاء الرواة أن ثقيفًا اتفقوا مع "بني عامر" على أن يأخذوا الطائف لهم ويرحل بنو عامر عنها، فيدفعوا لهم نصف ما يحصلون عليه من غلات. وقد بقوا على ذلك أمدًا، حتى ثبتت ثقيف نفسها في الطائف وقوت دفاعها وأحكمت مواضعها، ثم امتنعت عن دفع أي شيء كان لبني عامر، فوقع قتال بين الطرفين انتهى بانتصار ثقيف. وصارت بذلك سيدة الطائف بلا نزاع.
وقد حسدهم طوائف من العرب، وقصدوهم لما صار لهم من مركز ومن رزق رغد وأثمار وجنان، ولكنهم لم يتمكنوا من الظفر بطائل، وتركوهم على حالهم[2].
وذكر بعض أهل الأخبار أن "عبد ضخم" كانوا فيمن سكن الطائف, وقد كانوا من عاد الأولى، وهلكوا فيمن هلك من عاد ومن أقوام بائدة.
وذكر أنه كان بالطائف قوم من يهود، طُردوا من اليمن ومن يثرب, فجاءوا إلى الطائف، وسكنوا فيها، ودفعوا الجزية لساداتها، ومن بعضهم ابتاع "معاوية" أمواله بالطائف[3].
وقد كان لوقوع الطائف على مرتفع، ولحائطها المزود بأبراج واستحكامات [1] البلدان "3/ 498 وما بعدها"، "وثقيف كأمير، أو قبيلة من هوازن واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. وقد يكون ثقيف اسمًا للقبيلة والأول أكثر. قال سيبويه: وأما قولهم هذه ثقيف فعلى إرادة الجماعة. وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه, وهو مما لا يقال فيه من بني فلان"، تاج العروس "6/ 51"، "ثقف". [2] البلدان "3/ 498 وما بعدها". [3] البلاذري، فتوح "68".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 7 صفحه : 147