responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 106
وكان من المطعمين لحرب يوم بدر, نحر عشرًا[1]. وكان نديمًا للحكم بن أبي العاص بن أمية, و"الحكم" هذا هو الطريد[2].
وأخبر "ابن الكلبي" أن أخوين من "بني سليم"، دخلا مكة معتمرين, فما وجدا بها شراء ولا قرى، فبينا هما كذلك إذ رأيا قوما بمضون، فسألا: "أين هؤلاء القوم؟ " فقيل لهما: يريدان الطعام. فمضيا في جملتهم حتى أتوا دارًا فولجوها، فإذا رجل آدم، أحول، على سرير وعليه حلة سوداء, وإذا جفانٍ مملوءة خبزا ولحما. فقعدوا فأكلوا, فشبع أحد الأخوين وقال لأخيه: "كم تأكل؟ أما شبعت؟ ". فقال الجالس على السرير: "كُلْ, فإنما جعل الطعام ليؤكل". فلما فرغوا, خرجوا من باب الدار غير الذي دخلوا منه, فإذا هم بإبل موقوفة، فقالوا: "ما هذه الإبل؟ " قيل: للطعام الذي رأيتم. وكان الرجل الجالس على السرير صاحب الطعام, فإذا به أبو جهل بن هشام[3].
ويظهر أنه كان قاسيًا قسا حتى على النساء، فعذب عددًا منهن بنفسه عذابًا أليمًا. عذب "زنيرة"، وكانت لبني مخزوم حتى عميت، وعذب غيرها حتى هلكت، وممن هلكن "سمية" أم عمار بن ياسر[4]. وكان يأتي من يسلم، فيكلمه ليفتنه عن دينه: يأتي الرجل الشريف، ويقول له: أتترك دينك ودين أبيك، وهو خير منك؟ ويقبح رأيه وفعله, ويسفه حلمه. وإن كان تاجرًا يقول له: ستكسد تجارتك، ويهلك مالك. وإن كان ضعيفًا, أوصى بمن يعذبه حتى يترك دينه. جاء مرة دار أبي بكر، فلما لم يجده لطم خد أسماء ابنته لطمة طرح قرطها. وكان فاحشًا بذيئًا[5].
ويذكر أهل الأخبار أنه كان لا يبالي في أكل حقوق الغرباء القادمين إلى

[1] المحبر "161".
[2] المحبر "ص176".
3 "فاذا هو أبو جهل بن هشام"، هكذا في نهاية الخبر. بينما الخبر يخص الحارث بن هشام، كما جاء في أوله، راجع المحبة "ص139", ويظهر أن مراده من الخبر الثاني الخاص بالأخوين: "أبو جهل"؛ لأنه كان أحول كما هو بهذا الخبر, وقد كان أبو جهل من الحولان الأشراف، المحبر "ص303".
[4] ابن الأثير، الكامل "2/ 47 وما بعدها".
[5] ابن الأثير, الكامل "2/ 47 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 7  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست