responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 70
من الروم" وذلك في سنة ثلاث، ويقصد بسنة ثلاث. مرور ثلاث سنوات على تأريخ احتلال الرومان لبلاده، وقد وقع ذلك في السنة "105" أو "106" للميلاد، أي في عهد تكوين المقاطعة العربية وسقوط "بصرى" في أيدي الرومان على نحو ما ذكرت. فتكون إذن سنة هربه مساوية لسنة "108" أو "109" بعد الميلاد[1].
وقد عبر شخص آخر عن هربه من الروم ورجوعه إلى أهله ناجيًا سالمًا بعبارة "ونجى من رم"، أي "ونجا من الروم"[2]. فيظهر أنه كان أيضًا في أيدي الرومان لسبب نجهله فاهتبل الفرص، وهرب منهم، ونجا بنفسه، حيث وصل إلى منزل جده، وأقام عنده يرعى ماعزًا له[3]. وأما "سواد بن يسلم"، فقد كان يشعر أن الرومان كانوا يراقبونه ويتعقبون آثاره لسبب لم يذكره، وقد عبر عن ذلك بقوله "وخرص ال روم" أي "وخرَّص الروم" بمعنى أنه راوغهم وخلص منهم، ولم يذكر سبب مراقبة الرومان له فلعله كان قد أغار على أرض الروم، أي الأرضين المحتلة الخاضعة لهم ليغنم منها شيئًا فتعقبه حرسهم، ولكنه راوغهم "وخرص" منهم ونجا[4].
وقد ازعجت القبائل الرومان بغارتها على الأرضين التي استولوا عليها وأخضعوها لحكمهم، فأوجد الرومان جيشًا مرتزقًا، من أهل البلاد التي تحكموا في أمرها، وضعوه تحت إمرة جماعة من الضباط الرومان، وجعلوا واجبه حماية الحدود والدفاع عنها، وأقاموا له ثكنات على طول تلك الحدود، ورد أسماء بعضها في الكتابات الصفوية وغيرها، ومع ذلك كانت القبائل تهتبل الفرص، فتهاجم الحدود وتتوغل في الأرضين الخاضعة للرومان لتستولي على ما تجده أمامها من مال وحيوان، ثم تعود مسرعة إلى مضاربها في البادية حيث يصعب على الرومان محاربتها هناك.
كانت الإسكندرية منذ تأسيسها إلى الفتح الإسلامي، المنبع الذي أمد رجال السياسة والحرب والعلم بما احتاجوا إليه من علم بلاد الشرق وإفريقيا. فيها تجمع التجار أصحاب المال يبحثون عن البضاعة وعن منشئها وأسعارها في المنشأ

[1] E.Lttmann. Safitlc p 21
[2] النص رقم "128" من المرجع المذكور.
[3] المصدر نفسه "ص 34".
[4] راجع النص "709" من هذا المصدر.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست