responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 65
مؤلف الكتاب المذكور أن اللبان والمر وبقية الأفاويه تحمل من منابتها إلى ميناء Kany وقد تحمل على وسائل النقل المائية المصنوعة من قرب منفوخة بالهواء، مشدودة إلى جذوع أو أخشاب بحبال تربط بينها، لتوصل تلك المواد الثمينة إلى الميناء المذكور، ثم توزع من هذا الميناء على التجار أو ترسل في السفن إلى الأسواق العالمية، كما ذكر أن السفن تذهب من هذا الميناء إلى الهند وإلى الخليج وتذهب منه إلى موانئ الساحل الإفريقي كذلك[1].
وبعد أن كون "تراجان" ما يسمى بـ "المقاطعة العربية" "الكورة العربية" Provencia Arabaea في سنة "105م" أو "106م" أحدث تغييرات مهمة في الإدارة وفي طرق المواصلات وأصول الجباية، فأنشأ طريقًا مهمة من "أيلة" على رأس خليج العقبة مارة بالبتراء فبصرى إلى "دمشق"، وصارت "بصرى" محطة مهمة جدًّا للقوافل القادمة من اليمن والحجاز، وأصلح القناة القديمة التي تصل النيل بالبحر الأحمر، وقوي الأسطول الروماني، وأمده بسفن أحدث وأقوى من السفن القديمة، وذلك لمقاومة لصوص البحر وللسير بحرية في البحر الأحمر، ولاحتكار التجارة البحرية التي هي مصدر كل غنى وثراء[2].
ولا تزال آثار الطريق الرومانية باقية تشاهد حتى اليوم، تشهد بأهمية الطريق وبحسن هندستها بالنسبة إلى ذلك الزمن، وهي تمر بمدن وقرى عديدة وتربط بينها: منها "أم الجمال"، وهو موضع مهم كان ذا أهمية خاصة في العهد الروماني، وفي أيام النبط، حيث عثر فيه على كتابات نبطية عديدة، وموضع "خربة سمرا" وهو موضع اشتهر في العهد الروماني وفي العهد البيزنطي الذي تلاه، وقد عثر فيه على آثار رومانية وبيزنطية ونبطية، ويظهر من مخازن المياه ومن آثار الآبار التي عثر عليها في هذا الموضع أنه كان مركزًا من مراكز تجمع القوافل التجارية، وموضعًا من مواضع تربية الماشية[3].
وقد اكتسحت فتوحات "تراجان" مناطق واسعة من الشرق الأدنى، ويقال إنه وصل إلى جنوب العراق، وإنه دخل مدينة "كاراكس" "كركس" Charax وإنه نظر سفينة قاصدة الهند، فتحسر وتنهد؛ لأنه بلغ من العمر

[1] Beltrflge, S. 90
[2] Basoor, N'um, 85,1943, PP., 3, 6
[3] Basoor, Num. 85,1942, PP., 6
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست