responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 45
كومة" حيث ينضم إليهم نبط وغيرهم، ثم يتجهون برًّا إلى اليمن، إلا أن الحملة لم تكن منظمة منسقة مدروسة دراسة دقيقة إذ تحطم عدد كبير من سفنها في أثناء محاولة قطعها البحر من الجانب المصري إلى الساحل العربي المقابل له، لعدم ملاءمتها لمثل هذه المهمة التي أوكلت إليها، وبعد مشقات وأهوال وصلت السفن السالمة بعد خمسة عشر يومًا إلى "لويكة كرمة"، تحمل على ظهرها جنودًا منهوكين من قطع البحر على سفن لم تكن ملائمة لمثل هذا النقل، وقد عزا "سترابون" هذه الخسارة التي لحقت برجال الحملة إلى "صالح" Syllaeus الذي غش -على زعمه- القائد، فأعمله بتعذر الوصول من البر، لعدم وجود عدد كاف من الجمال، ولعدم وجود طرق برية صالحة لمرور هذا الجيش[1].
والذي أراد بذلك إضعاف الرومان وإذلالهم، وإضعاف القبائل ليكون سيد الموقف فيدبر الأمور بنفسه، ويكون السيد المتصرف وحده في الأمور[2].
ولما وصل "أوليوس غالوس" بجيشه إلى ميناء "لويكة كومة"، كان المرض قد فتك به، لأسباب عديدة منها فساد الماء والطعام، وسوء الغذاء فاضطر إلى قضاء الصيف والشتاء فيه، حتى استراح الجيش وتعافى من المرض الذي ابتلي به.
ويظهر أن الرومان كانوا قد هيمنوا على هذا الميناء أمدًا، أو احتلوه إذ ورد في الأخبار أنهم وضعوا فيه حامية رومانية Centurio، لحماية السفن من لصوص البحر. ولحماية الطرق البرية من قطاع الطرق واللصوص في البر. كما أنهم أنشئوا لهم فيه دائرة لجباية المكس من السفن والتجار، وقد تقاضوا ما مقداره "25%" من أثمان البضائع التي تدخل الميناء[3].
وميناء "لويكة كومة"، ميناء النبط الأعظم، منه تنقل البضائع الواردة بطريق البحر إلى "بطرا" "بترا" PETRA ومنها إلى موضع "رينوكولورا" RHINOCOLURA في "فينيقية" على مقربة من مصر، ثم إلى الشعوب الأخرى.

[1] Strabo, XVI, IV, 23, J. Plrenne, Le Royaume, Sud-Arabe de Qataban et sa Datation, (1961) , 93-124
[2] Strabo, XVI, IV, 24
[3] Sprenger, Alte Georgr., S., 28
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست