responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 44
التي شرع فيها في تنفيذه، فكانت انتكاسة شديدة في هيبة "رومة" وفي مشاريعها التي رسمتها وأرادت تنفيذها في جزيرة العرب.
وقد وصل إلينا وصف تلك الحملة لكاتب جغرافي شهير أسهم فيها في رأي بعض الباحثين، فحصل على معارفه عن العرب وعن بلادهم من مشاهداته أيضًا فضلًا عن سمعه، وأعني به "سترابون" الذي قال في مطلع وصفه للحملة التي قام بها الرومان على بلاد العرب، بقيادة "أوليوس غالوس"، أشياء كثيرة عن خصائص تلك البلاد، لقد أرسله "أغسطس قيصر" للبحث عن الشعوب والأماكن التي فيها، وعن حدود بلاد الحبش، وأرض Troglodytes المقابلة لبلاد العرب، والأقسام المجاروة من الخليج العربي التي يفصلها عن العرب مضيق ضيق، لعقد معاهدات معها أو احتلالها، لقد سمع أنها غنية جدًّا؛ لأنها تقايض التوابل بالذهب والفضة والأحجار الكريمة؟ وأنها لا تحتاج إلى استيراد الأشياء من الخارج. فأراد إما أن يكون منهم أصدقاء أغنياء، وأما أن يحتل بلد أعداء أغنياء[1]. فهذه هي الأغراض التي توخاها قيصر "رومة" من توجيه حملته إلى جزيرة العرب في القرن الأول للميلاد، و"رومة" جائعة نهمة تريد المزيد من تجارة البحار الجنوبية بالمجان أو بأرخص الأسعار.
وقد وضع القيصر آماله في تحقيق هذا المشروع على النبط الذين كانت تربطهم بالرومان معاهدة تحالف منذ احتل الرومان بلاد الشأم، ومن جملتها فلسطين، فأصبحوا بذلك على اتصال بالنبط، وكان ملكهم إذ ذاك "عبادة الثاني ObadasII"
28- 9 ق. م" وقد وعد الرومانيين خيرًا، وعدهم بتقديم كل المساعدات لهم، وبإرسال المرشدين إليهم لإرشادهم إلى أهدافهم، وبتقديم الرجال لشد أزر الرومانيين، وبوضع وزيره المدعو Syllaeaus تحت تصرفهم ليكون لهم دليلًا ومستشارًا[2].
وبعد إعداد الحملة وتهيئة السفن التي كان ينبغي أن تنقل رجالها وعدتهم عشرة آلاف جندي، جمعوا من مصر من المصريين والرومانيين ومن لفيف غيرهم، أركبوها من ميناء على الساحل المصري للبحر الأحمر، لتتجه بهم إلى ميناء "لويكة

[1] Strabo, XVI, 22, vol. III, P. 209, Pliny; 6; Dio Casslusi 53; 3-8; Die Araber; 11; S. 49
[2] لعله تحريف "صالح".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 3  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست